تناقلت وسائل إعلام خبر احتراق طفل سوري في قرية غزة بمنطقة البقاع اللبنانية، على أيدي شبان لبنانيين، ظنناً بأنه يحاول سرقة إحدى الدراجات بعدما اضطر للاستعانة بزجاجة "بنزين" من دراجة مركونة داخل بناء في المنطقة.
وعلمت روزنة بعد متابعة مجريات الحادثة، أنه بينما كان الطفل (أ.م) 15 عاماً، يقوم بإيصال طلبية في وقت عمله بعد منتصف الليل لمنزل أحد الزبائن في القرية، انقطعت به دراجته النارية، واضطر للدخول لأحد الأبنية التي يسكن بها قريب له وأخذ زجاجة "بنزين" من إحدى الدراجات.
اقرأ أيضاً: سوريون يواجهون العنصرية في لبنان
ليشاهده أثناء ذلك المدعو (ب.اللدن) وشخص آخر، فأوسعوه ضرباً وسكبوا زجاجة البنزين على جسده وأشعلوا النار به، ليبدأ الطفل بالصراخ من شدة الألم وعدم استيعاب ما يجري به، حي تجمع الأهالي على صوت الطفل، لترى أعينهم ماذا حل به بسبب زجاجة "بنزين"!.
ونتج عن حرق الطفل، تشوهات كبيرة في وجهه وجسده، ونُقل على إثرها إلى مستشفى "جعيتاوي" في بيروت، الأحد الماضي، وبقي في قسم العناية الفائقة حتى صباح الثلاثاء، لينقل بعدها إلى قسم الحروق ريثما تمت معالجة إصابات الضرب الذي تلقاه قبل وبعد حرقه.
روزنة قابلت والدة الطفل في المستشفى، والتي قالت إنه "ليس هناك أي مشكلة مع أحد، ولا يوجد أحد حرق ابني، إنما انفجرت زجاجه البنزين في وجهه"!، رغم إخبارها بالمعلومات التي نملكها، وأن جميع أهالي غزة البقاعية، أبدوا تعاطفهم الشديد مع الطفل، وأوصلوا لها رسائل بأن هذا الفعل بحق ولدها هو فعل إجرامي، وأنهم سيقفون لجانبها إن رفعت دعوة على الجُناة، لكنها آثرت أن تبقى صامتة.
وقال مصدر من سكان المنطقة: "رغم أن عائلة الطفل لن تدّعي على الشخصان اللذان قاما بهذا الفعل بسبب خوفها من ردة فعل عائلتهما وتهديدها بالترحيل من المنطقة وتعرضها لضغوطات من قوى أمنية، لكننا نسعى بأن يأخذ الطفل حقه".
اقرأ أيضاً: الدفاع عن السوريين.. يضعف "هيبة" الدولة اللبنانية!
وأدان رئيس بلدية المنطقة ما حصل بحق الطفل، وطالب أيضاً برفع دعوة ضد الشبان، كما ذكر مصدر أن هناك محامي لبناني عرض استلام القضية مجاناً.
أحاديث تشاع في المنطقة، بأن مبلغاً من المال قد عُرض على عم الطفل من قبل عوائل الجناة ليسيطروا على الموقف بعدم رفع دعوى ضد أبنائهم كما يطلب أهالي المنطقة، بينما هناك وسائل إعلام تحاول تزييف الخبر وتنجر مع نفوذ عوائل الجناة.
وعلمت روزنة من مصادر مقربة للأجهزة الأمنية، أن القضية أُخذت على محمل الجد وتتابع قوى الأمن البحث والتحقيق في القضية، بعدما نشرت صفحة "وينيه الدولة" التي تقوم باستمرار بفضح ملفات لها علاقة بتقاعس أجهزة الأمن اللبنانية.
يذكر أن والد الطفل سوري من أصل لبناني، وكانوا يقيمون في منطقة الزبداني ولجأوا إلى لبنان مع بداية الحصار على منطقتهم من قبل النظام السوري.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)