أثيرت في الصحافة السويدية مؤخراً مناقشات حامية بعد أخبارٍ عن اعتزام بعض البلديات ومنها بلدية مدينة لوند بأقصى الجنوب السويدي تجهيز مساكن للعائدين إلى "حضن الوطن" من ارهابيي "داعش" السويديين، واحتمال عودة أعداد منهم الى السويد اثر الحملة الدولية الكبيرة ضدهم في العراق وسوريا.
اقرأ أيضاً: ادلب مجهولون يعتقلون ممثل الهيئة السياسية في حارم
وتقترح بعض البلديات تأمين فرص عمل لهم ومساعدتهم في الحصول على رخص السواقة، ودورات تعليمية، وحتى مسح ديونهم ان وجدت!..
هناك مؤيدون بين المواطنين السويديين لهذه الخطوات ويعتبرنوها امتداداً لسياسة التسامح والليبرالية السـويدية، وآخرون يعتبرون مسامحة المجرمين الذين تثبت مشاركتهم في ســفك الدمـاء والعمليات الإرهابيـة أمراً غريباً وسياســة فيها قصر نظر وغباءً سيعود بالويلات على البلاد فيما بعد. ومن الجدير بالذكر أن عدد حاملي الجنسية السويدية الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا يقدر بـ 300 شخص، منهم 40 عادوا بالفعل الى السويد.
وفي هذا السياق، طلب جهاز الأمن السويدي "سابو" من هيئة أمن وتدقيق المعلومات تصريحاً باستحداث ملف لكل من يتعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، لكن الهيئة ترى بأن الأمر قد يتعارض مع قانون منع انشاء ملفات بناء على الآراء.
وترى تلك الهيئة السويدية أيضاً، بأن على "سابو" تحديد بالضبط ما الذي يمكن اعتباره تعاطفاً مع "داعش" بالنسبة لجهاز الأمن.
وبحسب التقرير السنوي لجهاز الأمن السويدي "سابو"، تعتبر الحملات الدعائية المتعاطفة مع "داعش" السبب الأبرز وراء انضمام العديد من السويديين للتنظيم الإرهابي. ويأتي مقترح انشاء الملفات كخطوة من ضمن الاجراءات التي اتخذها جهاز الأمن السويدي في عمله ضد الإرهاب التي كلفته العام الفائت حوالي 34% من ميزانيته.
تقدر مؤسسة التنسيق الوطني لمناهضة التطرف العنيف، أن عدد الأطفال السويديين المتواجدين حالياً في سوريا والعراق مع عوائلهم المنتمين لتنظيم الدولة الاسلامية، يصل الى حوالي 40 طفلاً.
وبحسب تقديرات المؤسسة سافر بعض الأطفال مع عوائلهم، وآخرون سافروا مع امهاتهم العازبات، وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال ما بين الأشهر، والعشر سنوات.
ويؤكد ياسين ايكدال من مؤسسة التنسيق الوطني لمناهضة التطرف العنيف، أن العدد قد يكون أكثر من 40 طفلاً، ومنهم من عاد الى السويد بعد تواجدهم في المناطق المسيطر عليها من قبل داعش في سوريا والعراق.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)