نفى السيد هديب شحادة المهندس السابق في سد الفرات وجود خطر وشيك بالسد الذي يبعد 40 كلم عن مدينة الرقة، بسبب ارتفاع منسوب المياه في البحيرة.
وقال السيد هديب في اتصال هاتفي مع راديو روزنة أن البحيرة خلف السد يبلغ طولها 80 كلم وعرضها 8 كلم، وأن دراسة السد الذي تم البدء ببنائه عام 1960 أخذت بعين الاعتبار إمكانية غمر مساحات إضافية، وبالتالي لا مخاطر مباشرة من ارتفاع منسوب المياه.
وكشف المهندس أن تركيا أنجزت عشرات السدود ما أدى إلى خفض المياه وانحسارها بعض الأمتار في العشر سنوات الأخيرة، وبالتالي اطمأن الناس واقتربوا لزراعات جديدة قرب السد.
يتابع المهندس شحادة أنه ومع هطول كميات مطرية وثلجية أعلى من مستوياتها اضطرت تركيا وبعد ارتفاع منسوب المياه خلف سدودها إلى فتحها، أدى ذلك إلى عودة مياه النهر في سوريا إلى المستوى الطبيعي وغمر مساحات زراعية هي بالأصل مخالفة، إذ أن الدولة ومنذ تأسيس السد منعت المزارعين من الاستصلاح في الأراضي المحيطة بالبحيرة، والمخصصة لفيضانه الطبيعي.
وكانت الأمم المتحدة أطلقت تحذيراً من حدوث فيضان كارثي في سوريا عند سد الفرات المعرض للخطر في مدينة الطبقة الواقعة على بعد 40 كيلومتراً عن مدينة الرقة، والتي يسيطر عليها التنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014.
وأشار التقرير أن أي ارتفاع آخر في منسوب المياه سيغمر قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر، وقد يضر سد الطبقة الأمر الذي ستكون له تداعيات إنسانية كارثية في كل المناطق ناحية المصب.
وعن هذا الموضوع أكد السيد هديب أن بنية السد مدروسة بشكل ممتاز، مستبعدا أن يتسبب ارتفاع منسوب المياه بانهياره، قائلا بوجود مبالغات، ومؤكدا أن تقرير الأمم المتحدة حمل تضخيماً إعلامياً هو الذي حول الحادثة الاعتيادية إلى نبأ كارثة قادمة
وعن إدارة السد وفريقه التقني والنظام السوري والعلاقة مع تنظيم الدولة أكد المهندس السوري أن زملاءه في كادر المهندسين ما زال موجودا، و لم يتخلى على السد الحيوي برغم سيطرة تنظيم الدولة على المنطقة، مبررا ذلك من منطلق تحملهم لمسؤولياتهم تجاه بلدهم ومهنتهم، وتابع: "ربما هناك اتفاق خفي لأن الموظف لا يحتاج سوى راتبه، وداعش تكفلت بهذه الرواتب".
ويبقى الخطر الوحيد المحدق بالسد حسب هديب شحادة هو تفجير جزء منه، لأن ذلك سيؤدي إلى انهياره بالكامل، ومع ذلك ففي حال كهذه سيبلغ المهندسون الأهالي والمزارعين بإخلاء المنطقة.
وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن "داعش" زرع ألغاماً في محطات ضخ المياه على نهر الفرات.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)