يصادف، اليوم الخميس، الثاني من شباط، الذكرى الخامسة والثلاثين لمجزرة مدينة حماة السورية، و المتهم بارتكابها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وشقيقه رفعت قائد الحملة آنذاك.
ويؤرخ الثاني من شباط 1982 لأوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد "الإخوان المسلمين"، حيث قام النظام بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً، وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من أهالي المدينة.
وتقدر اللجنة السورية لحقوق الإنسان، عدد ضحايا المجزرة ما بين 30 -40 ألفاً بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى 15 ألف مفقود، واضطر نحو 100 ألف نسمة إلى الهجرة عن المدينة بعد أن تم تدمير ثلث أحيائها تدميراً كاملاً، نتيجة القصف المدفعي.
وفي هذا اليوم تعود إلى أذهان السوريين، أحداث سجن تدمر العسكري الواقع في مدينة تدمر الصحراوية، الذي شهد واحدة من كبريات المجازر التي وقعت أوائل ثمانينيات القرن العشرين، وأودت بحياة مئات السجناء من مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية.
اقرأ أيضاً.. "داعش" يفجر سجن تدمر العسكري
وبلغت أعداد السجناء في سجن تدمر عام 1980، ما يقارب الـ6500 سجين، كان أغلبهم من الإخوان المسلمين بالإضافة إلى منتمين لأحزاب مدنيّة ومدنيّين وأقارب متّهمين ومراهقين، ومئات الفلسطينين واللبنانين والأردنيين، وفي هذا العام حدثت مجزرة تدمر الشهيرة.
وتقول اللجنة السورية لحقوق الإنسان، إن هذه المجزرة ليست الوحيدة في ذلك السجن، "بل وثقت المنظمات الحقوقية ما لا يقلّ عن سبع مجازر جماعية في سجن تدمر وقعت خلال الأعوام 1980 و1981 و1982، راح ضحيتها مئات السوريين".
ونفى ريبال رفعت الأسد، في آب 2015، وقوع مجزرة سجن تدمر، واتهم اللجنة السورية لحقوق الإنسان بتلفيق هذه المجزرة، لكن اللجنة وفي بيان أصدرته بتاريخ 12/9/2015 أعادت تأكيد اتهامها لرفعت الأسد، بصفته قائداً لقوات سرايا الدفاع آنذاك، بارتكاب المجزرة، واستعدادها للمرافعة قضائياً عن هذا الاتهام.
وفي تاريخ 30 أيار 2015، فجر تنظيم "داعش" سجن تدمر ونسفه بالكامل وذلك بعد نحو أسبوع من سيطرته على المدينة، لكن تقارير أفادت بأن التنظيم وجد السجن فارغاً لأن المسؤولين عن السجن نقلوا نزلائه إلى سجن البالونه في حمص قبل "داعش".
يقول حسن النيفي المعتقل السابق في السجن، خلال حلقة سابقة من برنامج "عتم الزنزانة" على راديو روزنة، إن "سجن تدمر قائم على التنقاضات، فهم يدعون المعتقل في هذا السجن، نزيلاً وليس سجيناً، ومع ذلك لا يوفرون طريقة لإذلاله".
بينما يرى أبو مدين الذي قضى سنوات في سجن تدمر، أن "النظام لم يرد تدمير السجن، لأنه لا يعتبره إدانه له، ولكن (داعش) خدم النظام بتدميره، وساهم في طمس معالم الجرائم والمجازر الجماعية لآلاف المعتقلين".
في حين يعتبر المعتقل السابق ومدير مؤسسة صدى للأبحاث واستطلاع الرأي محمد برو، أن سجن تدمر يلخص ذاكرة السوريين جميعاً، حيث استثمر بشار الأسد ووالده فكرة وجود السجن، "كي لا يغيب عن الشعب السوري بأنه سكين على رقابهم".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)