أعلن مسؤول العلاقات السياسية والقيادي في "جيش إدلب الحر" المقدم فارس بيوش، إستقالته من العمل العسكري والسياسي أمس الاثنين.
وأكد بيوش عبر صفحته الرسمية في "فيس بوك" أنه خارج أي جسم عسكري، مردفاً "سأتابع بالثورة كفرد دون أي رتبة أو صفة، وإنما كإنسان يطلب الحرية له ولغيره".
وفي اتصال هاتفي مع المقدم فارس، قال لراديو روزنة إنه كان على قناعة أن السلاح لن يكون فعالاً في الثورة السورية ، ذلك أن الثورة تحمل قيماً وأفكاراً سامية وهي أمور لا تحتاج إلى رفع السلاح، لكننا أرغمنا على رفعه إرغاماً.
وأضاف أنه تدخل تيارات متشددة مثل تنظيم القاعدة وأشباهها ادى الى انحراف الثورة عن مبتغاها ، وابتعدت الفصائل عن هدف إسقاط النظام ، وأصبح الهدف الأساسي للقوى العسكرية المحافظة على نفسها، وهذا الأمر جعلني أقرر الابتعاد لأن العسكرة ابتعدت عن القيمة الحقيقة للثورة.
وأردف البيوش ، "إنه خلال عمله ضمن "جيش إدلب الحر" كان يراه "شعاع الأمل" كجسم عسكري يدافع عن أهداف الثورة والمدنيين، ولا نتدخل في حياتهم، وأضاف أنه في الآونة الأخيرة لم نعد قادرين كجيش حر أن نقف أمام التيارات المؤدلجة إضافة إلى عدم جدية الدول بدعم مثل هذا الجيش الحر بشكل فعال، ومن الملاحظ أن هناك إرادة في إطالة أمد الصراع الذي دفعه ويدفعه الناس الأبرياء الذين لا علاقة لهم بكل مايحصل، وتشكلت لدي قناعة أنه علي الانسحاب وطبعآ لم يكن ذلك سهلاً في البداية، لكن كان لابد من هذا".
أما عن الاقتتال الأخير بين الفصائل وجبهة "فتح الشام" قال البيوش، "إن هذا الأمر كان من أهم الدوافع التي دفعته للإنسحاب، فهذا الاقتتال الأخير الذي بادرت فيه "فتح الشام" أشعل جبهات داخلية ، وابتعدت فيه عن الهدف الرئيسي، فـ"فتح الشام" كانت دائماً تغذي من حولها بعقيدة قتال كل من لا يشبهها، بينما كان الجيش الحر ليس لديه عدو سوى النظام الذي أجرم بحق الشعب السوري وهذا الأمر خطير جداً ، فالجبهة تقاتل كل الفصائل التي تقف في وجهها أو في وجه النظام، الأمر الذي جعلني أفضل الانسحاب من أي جهة عسكرية لكي أواجهه بصفتي الشخصية وليس العسكرية، حتى لا أحسب على أي جهة كانت".
وعن إمكانية انضمامه إلى جهة أو هيئة سياسية قال البيوش إنه لا يرغب بالانضمام إلي جهة سياسية إنما يريد أن يمثل الثورة بشكل شخصي، وأضاف أنا أريد للجميع "أنا اريد الحرية للجميع بعيدآ عن توجهاتهم أو معتقداتهم".
وتابع البيوش "من هذا المنطلق، قررت ان أنسحب من صفتي العسكرية، لأنضم لمجموعة الشباب والنشطاء الذين يعملون على الأرض التي هدفها الإنسان فقط".
أما عن سؤالنا أين سنجد فارس البيوش في القريب القادم، قال: "أنا سوري فقط"، وأضاف "سأتخلى عن أي مقابل حتى نصل للهدف الأساسي الذي خرجنا من أجله بثورة، التي هي حق مطلق".
يذكر أن البيوش شارك مع وفد المعارضة المشارك في لقاء أستانة مؤخراً، وشغل عدة مناصب منها قائد لواء فرسان الحق سابقاً وقائد الفرقة الشمالية قبل اندماجها مع عدة فصائل تحت مسمى جيش إدلب الحر.