في تغطية روزنة الخاصة والمستمرة عن حلب، نتابع مايجري في المدينة المحاصرة، بعد أن عاود جيش النظام السوري والطيران الحربي الروسي، اليوم الأربعاء، قصف أحيائها، وذلك بعد فرض إيران شروطاً لتنفيذ اتفاق إخلاء المدنيين والمقاتلين المعارضين من تلك الأحياء. في هذا التقرير نستعرض مداخلات للناشطين الإعلاميين محمد حردان، هادي العبدالله، وعلاء الشريف، كما نذهب مع مراسلي روزنة كرم منصور من دمشق ومحمد خليل في حماة لنقل ردود الأفعال على مايجري في حلب.
خوف من اجتياحٍ ثانٍ!
محمد حردان من مركز حلب الإعلامي، قال في اتصال هاتفي مع "روزنة"، "الوضع في حلب كارثي، إذ بعد أن انتظر المقيمون في حلب طوال الليل من أجل البدء بإجلاء الجرحى في الخامسة صباحاً، تم خرق الهدنة من قبل المليشيات الإيرانية، وعاد القصف على الأحياء المحاصرة، هناك أحاديث تدور عن رغبة إيرانية بإدخال بلدتي "كفريا" و"الفوعة" إلى اتفاق حلب، يشترط فك الحصار عنهما مقابل إخراج المدنيين".
وأوضح حردان، أن هناك قسماً من المدنيين نزحوا إلى مناطق سيطرة النظام أثناء تقدم الجيش في أحيائهم وبعضهم أجبر على القتال في صفوفه، بينما نزح القسم الآخر إلى المناطق المتبقية من حلب تحت سيطرة المعارضة، وهم يقيمون في الملاجئ والأقبية أو مع عوائل أخرى، ويعيشون "حالة من الرعب والذعر، خوفاً من اجتياحٍ ثانٍ للنظام"، خاصةً مع تجدد القصف.
وأضاف حردان أن مراكز الدفاع المدني خرجت عن الخدمة، لايوجد محروقات لتشغيل سيارات الإسعاف، الطعام متوفر لكن هناك مواد معينة مفقودة كالخضراوات وهناك نقص في الطحين، والمدنيون يعيشيون "على أعصابهم"، بحسب وصفه.
الإيرانيون عطلوا الاتفاق.. ولا إجلاء حتى اللحظة
تناقلت وسائل إعلام تركية، عن الهالال الأحمر التركي، ظهر اليوم الأربعاء، إجلاء 1000 شخص من أحياء حلب المحاصرة، لكن ناشطين إعلاميين معارضين نفوا صحة الخبر، وأكدوا عدم خروج أحد من حلب حتى اللحظة.
الناشط الإعلامي المقيم بريف حلب الغربي، هادي العبد لله، صرح لروزنة: "للأسف لم يتم تطبيق الاتفاق وحصل خرق للهدنة، التي تم الاتفاق عليها ليلة أمس، تعرضت الأحياء المحاصرة لقصف بقذائف المدفعية والهاون والدبابات، ما أدى لسقوط مدنيين في أحياء المشهد وصلاح الدين والأنصاري، لم تصل الأعداد بعد والقصف مستمر ومحاولات الإسعاف صعبة جداً بسبب استهداف منطقة مكتظة بالسكان".
ورأى "العبد لله" أن ماحدث لم يكن مستغرباً، لأن إيران "لم تكن راضية عن الاتفاق وتحاول وضع العصي في العجلات ولم تسمح لقوافل الجرحى بالخروج، والسبب هو الخلاف الإيراني الروسي الذي طفى على السطح. ولم يعد ممكناً إخفائه، إذ ترى إيران أن موسكو عقدت اتفاقاً مع المعارضة دون إشراكها أو مشاورتها، كما تحاول إخراجها من الاتفاق بحلب".
ونفى العبدلله خبر إجلاء أي شخص من حلب، "خبر الإجلاء منفي بالمطلق، نحن على تواصل مباشر مع الكوادر الطبية في حلب ولم يخرج أي شخص حتى اللحظة، وهناك قوافل للجيش الحر تنتظر الدخول من ريف حلب لحلب لإجلاء الجرحى ولم تدخل، وهناك قوافل تابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر تنتظر في مناطق النظام، ومايعيقها هم الإيرانيون، وهذا الأمر أكده المسؤولون الأتراك بعد التواصل معهم، لكن لا زالت الأمور ضبابية ولا أحد يعلم ماسيحدث".
قد يهمك أيضاً: ماذا وراء تأخير الإخلاء من أحياء حلب المحاصرة؟
الوضع الطبي من سيء لأسوأ!
الناشط الإعلامي من حي صلاح الدين بحلب، علاء الشريف، أكد لـ"روزنة" عودة القصف، وأوضح أن القذيفة التي تسقط يمكنها أن تتسبب بمقتل 20 شخصاً، لأن الأحياء المتبقية من حلب الشرقية تغص بالأهالي والنازحين، وشدد على أنه لم يعد يوجد سوى مشفى وحيد وهو أقرب لمستوصف، يستقبل 20 جريحاً في الساعة الواحدة، وهناك الكثير من حالات البتر والعمليات الجراحية تتم في دهليز المشفى!
وبخصوص حماية الإعلاميين المتبقيين في حلب أثناء خروجهم، أكد علاء الشريف أن جمعيات دولية تواصلت مع كل من يعملون في منظمات المجتمع المدني، خلال الأيام الستة الماضية، وتم جمع بيانات بأسماءهم وأرقامهم الوطنية، لكي يتم إجلائهم بطريقة آمنة، خشية اعتقالهم من قبل النظام.
اقرأ أيضاً: كارثة في حلب.. ونداءات من قلب الحصار!
الاحتجاجات في مناطق المعارضة.. تتزايد!
شهدت الأيام القليلة الماضية احتجاجات متزايدة في مناطق المعارضة، تضماناً مع حلب، هناك موجة من الغضب والاحتقان في الشارع، بسبب مايراه المحتجون "خذلاناً" لحلب من قبل فصائل المعارضة.
بخصوص المظاهرات، قال العبد الله: "هناك حالة احتقان شعبي واستجابة من المدنيين لدعوات الناشطين للضغط على الفصائل، وهي المرة الأولى التي نرى فيها احتقاناً جدياً من قبل المدنيين على الفصائل، لأنهم لن يتحملوا المزيد من الانتكاسات والفرقة".
وأضاف العبدلله، أنه لا يوجد تجاوب حتى الآن، ولكن من المتوقع أن تصنع الاحتجاجات فرقاً، لأنه في مناطق مثل "دارة عزة" بريف حلب و"كلة" بريف إدلب، صدرت بيانات عن المقاتلين تهدد بالتمرد، إن لم يحصل توحد أو لم تتوجه الفصائل إلى حلب.ودعى السوريين للاستمرار بالغضب الشعبي، وحملة الدعوات لإنقاذ حلب وتوحد الفصائل.
تخوف من سيناريو مشابه في الغوطة.. واحتفالات في مدينة حماة!
مراسل روزنة كرم منصور من دمشق، تحدث عن شعور بـ"الاختناق" بين الأهالي في دمشق، بسبب مايجري في حلب، ولكن القبضة الأمنية المشددة لا تسمح لهم بالتعبير عن شعورهم، خاصة وأن دمشق لا يوجد فيها ناشطون معارضون كما السابق، ومن بقي فهو تحت المراقبة، وأكد أن هناك تخوف من تكرار سيناريو حلب في الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل النظام السوري.
ونفى منصور حدوث احتفالات بسيطرة النظام على حلب كما حدث في أحياء حلب الغربية، وتوقع أن يكون هناك فعاليات "مسرحية" احتفالاً بماحدث، وأضاف أن النظام لا يفضل قدوم نازحين من حلب إلى دمشق، ورجح أن تفضل العائلات أيضاً النزوح إلى إدلب وتركيا.
أما مراسل روزنة بريف حماة محمد خليل، أكد خروج مسيرات مؤيدة للنظام السوري في مدينة حماة، واحتفالاً بتقدم جيش النظام في حلب، وأشار إلى أن قسماً كبيراً من المشاركين هم من أبناء حلب الذين يقميون في حماة بعد نزوحهم من المدينة.
وفي ريف حماة، تستمر المظاهرات الاحتجاجية والتنديد بقادة فصائل المعارضة، كما كان هناك قطع للطرقات من قبل المحتجين، الذين دعوا الفصائل للتوجه إلى حلب.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)