للمرة السادسة على التوالي، بالنسبة لروسيا الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى جانب النظام السوري، تسقط بقوة الفيتو مشروع قرار جديد متعلق بهدنة إنسانية في حلب.
وكان القرار الذي طرحه المجلس للتصويت، ويتعلق بهدنة 7 أيام في مدينة حلب، قدم من قبل مصر وإسبانيا ونيوزيلندا، وحظي بتأييد دول العالم كافة، عدا اعتراض سجلته فنزويلا، في وقت امتنعت فيه أنغولا عن التصويت،بالإضافة لموسكو وبكين.
أول فيتو سجلته روسيا كان ضد مشروع قرار قدمته فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال، وتضمن حسب نصه إدانة للقمع وانتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها النظام السوري وأوقعت حوالي 3000 قتيلاً، إلى تشرين الأول 2011. حينها امتنعت الهند والبرازيل ولبنان وإفريقيا الجنوبية عن التصويت فيما وافق 9 من أصل 15، هم مجمل أعضاء المجلس.
اقرأ أيضاً.. الائتلاف: روسيا تُمكِّن الأسد من إكمال "إبادة" حلب
الفيتو الثاني، صدر مطلع شهر شباط 2012، بعد توجيه الاتهام إلى حكومة النظام بقتل 260 شخصاً في حمص وحدها، وافقت خلالها 13 دولة على مشروع قرار يدين القمع ويطالب برحيل الرئيس النظام السوري، وعارضته الصين وروسيا فقط.
بعد مرور عام و نصف تقريباً، وبالتحديد في شهر تموز 2012، رفضت روسيا والصين مجدداً مشروع قرار يدين ما وصف بالقمع واستخدام الأسلحة الثقيلة من قبل النظام السوري ويسعى إلى فرض عقوبات على أفراده، كما يبتغي تجديد مهمة مراقبي الأمم المتحدة العاملين في سوريا. وافقت على هذا القرار 11 دولة وامتنعت دولتان، غير أن الرفض جاء فقط من جهة موسكو وبكين.
العام الذي شكل استثنائاً خلال الست سنوات الماضية، كان عام 2013، وهو عام من دون فيتو، اتخذت خلاله 3 قرارات متعلقة بسوريا لم تعترض عليها الدولتان الحليفتان للنظام السوري.
في شهر أيار 2014، عاود الروس نشاطهم في الامتناع عن التصويت على مشروع قرار فرنسي للأمم المتحدة يطالب المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم حرب مرتكبة في سوريا، وحصل على موافقة 62 بلداً من أصل 193. واعتبر المراقبون أن روسيا والصين فرضتا الفيتو على مشروع يطالب بكشف جرائم "مرتبكة من قبل طرفي النزاع" وأن الأمر يتعلق أساساً بتحقيق العدالة والمحاسبة للجميع.
ورغم أن عام 2015 لم يشهد صدور أي فيتو من موسكو بخصوص سوريا، لكن مجلس الأمن توجه بالتركيز على حماية المدنيين، وبدأ يهيب بـ"الأطراف كافة" تجنب العنف ضد المدنيين، والامتناع عن استخدام أسلحة محرمة وغير ذلك من القضايا الإنسانية.
مع نهاية عام 2016 الجاري، وفي شهر تشرين الأول اعترضت موسكو على مشروع قرار فرنسي، حصل على موافقة 11 بلداً وامتنعت كل من الصين وأنغولا عن التصويت.
و طالب مشروع القرار الفرنسي بوقف قصف مدينة حلب، فيما قدمت موسكو قراراً منافساً للتصويت تحدث عن وقف "العمليات العدائية" دون الإشارة إلى عمليات القصف التي ينفذها الطيران السوري والروسي. ورفض المجلس القرار الروسي الذي اعترضت عليه 9 دول (بينها 3 دائمة العضوية)، بينما وافقت عليه مصر وفنزويلا والصين (امتنعت أنغولا والأورغواي عن التصويت).
قد يهمك أيضاً: فيتو روسي يسقط مشروع قرار فرنسي حول حلب
وأخيراً، وقعت روسيا الفيتو السادس، اليوم الثلاثاء، الموافق 6 كانون الأول الجاري، إلى جانب النظام السوري الذي يشن بدعم روسي وقوات حليفة في مقدمتها "حزب الله" اللبناني، في الأسابيع الأخيرة، هجمات مكثفة على أحياء شرق حلب المحاصرة.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)