تعرف على "فيون" مناهض دول الخليج الذي يقترب من قيادة فرنسا

فرنسوا فيون
فرنسوا فيون

سياسي | 22 نوفمبر 2016 | روزنة

 مرة جديدة يخالف تصويت الناخبين التوقعات والتحليلات، الصحف الفرنسية عنونت (35 وثلاثين ساعة من مسلسل وطني أنتج فرانسوا فيون)، (فيون "اليميني" الذي تجاوز الاستطلاعات)، (إقلاع فرانسوا فيون وسقوط ساركوزي) هكذا بدت فرنسا اليوم بعد أن خطا فرانسوا فيون خطوة جديدة نحو منافسة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على رئاسة البلاد.

 على المستوى الشخصي، ففرنسوا فيون من مواليد 1954، متزوج من بريطانية وله 5 أبناء، وسيم وأنيق وهادئ جدا مع حس فكاهي واضح، يحب العمل والحوار.

آخر منصب شغله فرانسوا فيون كان رئيس الحكومة خلال ولاية نيكولا ساركوزي الرئاسية (2007-2012). ويعتبر من السياسيين الفرنسيين الأوائل الذين أعلنوا نيتهم في المشاركة في الانتخابات التمهيدية لحزب "الجمهوريون"، ويعرف فرانسوا فيون البالغ من العمر 62 عاما بقربه من المستثمرين والأوساط الاقتصادية الفرنسية وبدعمه للقرارات ذات التوجه الليبرالي.

 لا يختلف برنامج فرانسوا فيون الانتخابي عن زميله في الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب ويمكن اختصارها بعبارة واحدة حسب ما يعلن على موقع حملته الانتخابية "فرنسا عظيمة مرة جديدة".

يدعو فرانسوا فيون للاستفادة من فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لبناء اتحاد أوروبي قوي تلعب فيه فرنسا دوراً قيادياً في هذا العالم وتخرج بالوقت نفسه من عباءة أمريكا.

 في هذا السياق سوف يحاول الرجل إذا نجح بالوصول إلى قصر الإليزيه اعتبار إيران شريك قوي بدل من معاداتها وتغيير الأولويات في سوريا إلى إسقاط داعش بدلاً من محاربة النظام السوري الذي يحمي الأقليات والمسيحيين خصوصاً حسب ما يزعم المرشح اليميني خصوصاً وأنه يعتبرهم مهددين بالاستئصال من الشرق الأوسط، يميل فرانسوا إلى معاداة السعودية وقطر ولا يوفر مناسبة إلا ويدعو فيها السعودية للكف عن دعم الفكر المتطرف في العالم ونشر "الفكر الجهادي الوهابي" ، ويذهب أبعد من ذلك حين يتعهد بمحاربة "الإسلام السياسي" في فرنسا وفكر جماعة الإخوان المسلمين.

اقرأ أيضاً.. أبو دياب: اليمين الفرنسي لا يعنيه المحرقة السورية واللاعبان الأساسيان هما ترامب وبوتين

 ومرة جديدة يتفق مرشح اليمين مع دونالد ترامب في السياسة الخارجية والعلاقة مع روسيا وبإمكان بوتين أن يفرح مرة جديدة، حيث أنه سيعتمد على صديق جديد ضمن دائرة القادة الغربيين في حالة نجاح فرانسوا فيون في الوصول إلى الإليزيه.

وفي الواقع، يعتزم فيون العمل بحماسة مع روسيا، في الوقت الذي كان يستنكر فيه المجتمع الدولي القصف الروسي على حلب، كان فيون واحداً من النادرين الذين أدانوا رفض الرئيس فرانسوا أولاند استقبال نظيره الروسي الذي كان يرغب في افتتاح كنيسة أرثوذوكسية في باريس.

ومن بين جميع السياسيين الفرنسيين، يعد فرانسوا فيون هو من يتمتع بعلاقة وثيقة مع فلاديمير بوتين، كما أنه يبدي إعجاباً شديداً بالرئيس الروسي.

 على صعيد الاقتصاد ينوي فرانسوا فيون إلى تحرير الاقتصاد كأولوية قصوى في برنامجه، فعلى سبيل المثال، يتعهد الرجل بإحالة قانون العمل بــ35 ساعة إلى 39 ساعة في الأسبوع، ما سيؤدي إلى خفض عدد الموظفين بنسبة تصل حسب دراسته إلى حوالي 10٪ من القوى العاملة الحالية ويدخر بالمجمل 15 مليار يورو في خمس سنوات وخفض العجز العام إلى 0٪ في عام 2022.

 وأما على صعيد المهاجرينسيدمج الرجل في حال فوزه برئاسة فرنسا كل المساعدات التي يتلقاها المواطنون الفرنسيون والمهاجرون (بدل بطالة، مساعدة سكن، وغيرها) بمبلغ واحد بهدف ترشيد الإنفاق العام، مع إلغاء نظام التعويض الصحي (AME) والذي يتمتع به المقيمون لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر على الأراضي الفرنسية بما فيهم أولئك الذين لم يتقدموا أو لم يحصلوا على اللجوء، الأهم من ذلك أن الغريب المقيم في فرنسا ولديه إذن عمل فإنه سيحرم من مساعدة بدل البطالة (RSA) بعد خمس سنوات من حصوله على كرت الإقامة (السيجور)، كما يدعو في برنامجه إلى تعديلات دستورية تفيد  بأن مبدأ الهجرة يعتمد على القدرة والاندماج في فرنسا، وتساءلت صحيفة الليبراسيون (يسارية) عن سر كيفية تحديد هذه القدرة، كما سوف يفوض البرلمان بتحديد حصص سنوية لاستقبال المهاجرين على أساس أصولهم، رغم أنه لا يسمح في فرنسا القيام بإحصاءات مبنية على الأصل أو اللون أو غيرها من الخصائص التي يمكن أن تكون تمييزية.

يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق