اعتبر المحامي أنور البني أن قانون الكونغرس الأمريكي "سيزر" مشروع ورقة ضغط سياسية لا أكثر وهو مرتبط بالمصالح الأمريكية لا أكثر وليس له علاقة بإحقاق الحق للضحايا السوريين.
وقال البني خلال اتصال هاتفي مع "روزنة"، يوم الاربعاء، أنه لا يمكن إنكار أن القانون صدر بعد جهد كبير من قبل نشطاء ومنظمات سورية شاركت بتعريف ما يحصل في سوريا والتعريف من هو المجرم وقانون سيزر هو قانون مهم، مضيفاً أرحب به وهو خطوة على الطريق لإيصال بعض المجرمين للعقاب لكنها للأسف ليس الطريق الذي سيوصل الضحايا من السوريين لحقهم بالعدالة الكاملة.
واعتبر البني أن هذه المشاريع هي وسيلة لضغط وليس مشروع لتحقيق العدالة.
وأضاف أن قانون سيزر وسيلة سياسية بيد أمريكا للضغط على المجرمين في النظام وروسيا وإيران ولكنه يبقى قاصراً لأنه وسيلة سياسية وليس وسيلة قضائية مما يعني أن استخدامها عائدٌ للسياسيين ويمكن التراجع عنه عندما يرون ذلك ذا فائدة أكبر لهم وأن العقاب مرتبط بالمصالح الأمريكية فقط تستخدمه عندما تحتاجه وليس لأنه حاجة سوريا.
اقرأ ايضاً: قرار أممي يدين النظام السوري
وأشار البني إلى أن هذا القانون لا يمكنه أن يدفع لمحاكمة دولية وهو يتعلق فقط بالولايات المتحدة الامريكية وليس له علاقة بالجنايات الدولية أو تحت الفصل السابع ولا يتعلق بحق الضحايا بمقاضاة المجرمين والتعويض عليهم في سوريا.
وأردف البني قائلاً أنه يتمنى أن تتحقق العدالة لمجرد العدالة لكي تنصر المظلومين وليس للعب بورقة سياسية تستخدمها أطراف للتلاعب بها عندما تتغير الظروف.
وأشار البني إلى أنه كان حريّاً على الكونغرس أن يكون جدياً بمعاقبة المجرمين وأن يفتح الباب للمحاكم الوطنية الأمريكية لقبول الدعاوى بالجرائم المرتكبة في سوريا كما فتح الباب للمواطنين الأمريكيين بقانون "جاستا" للادعاء ضد داعمي الإرهاب.
كما أكد البني أن الخطة الامريكية ليست خطة لإحالة ملف سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية، موضحاً أن محكمة الجنايات الدولية لها طريق مختلف وهو أمر شبه مستحيل لأنه في حال أُحيل إلى مجلس الأمن فإن روسيا ستعترض عليه بشكل مؤكد كونها متورطة بما يحصل في سوريا وستُدان بما ارتكبت من جرائم إلى جانب النظام السوري.
وأردف المحامي البني أن على السوريين السعي لإقامة محكمة في سوريا تحقق العدالة الانتقالية من قبل الشعب السوري وليس من قبل قوى خارجية.
وختم البني أنه يأمل بأن نرى هيئة عدالة انتقالية تفتح كل الملفات وضد الجميع لتعيد الحقوق للضحايا وتعيد الاطمئنان لمن تضرّروا من جميع الأطراف في سوريا.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)