من يوميات الفقراء بالشام

من يوميات الفقراء بالشام
سياسي | 29 أكتوبر 2016

سلوى زكزك تكتب على صفحتها في فيسبوك، يوميات من الحياة في دمشق:

 

بدي كيلو سائل جلي، قالتها بنبرة عالية لكن مرتجفة، تكرمي، قال البائع، لكنها اقتربت منه وبمايشبه التمتمة قالت قريبا من أذنيه: بس بالدين ليوم السبت، أجاب لا مشكلة، فطلبت معطرا وبودرة غسيل وصابونة غار، هنا اكفهر وجه البائع وقال: أنا شغّيل هنا، والدنيا فيها موت وحياة، قد أخرج ولا أعود، سأعطيك لوح الصابون وأوقية من مسحوقي الجلي والغسيل، لكن لن أبيعك معطراً بالدين!

امتلأت عيناها بالدموع، وقالت بكرا يوم الغسيل وغسالتي حوضين يعني بدي كيلو كامل لغسيل جمعة كاملة عندي خمس ولاد صغار وزوجي بيشتغل بالمحافظة بالصاروخ تبع المجاري، يعني المعطر مو بطر والله!

أعطاها كل ما طلبت وسجّل حسابها. اسقالله أيام دفاتر السمانة والخضرجية واللحامين المعباية أسامي بشر، حتى الشري بالدين صار حلم.

كترانة سندويشات مربى التفاح بالمدارس لأنو رخيص ومابدو سكر كتير خاصة بعد اختفاء الحلاوة ومربى المشمش ومربى التين لارتفاع أسعارهم، في بنات بيجيبوا فول مقلى وملوخية مقلاية وبلا لحمة طبعا، في بنت بتجيب سندويش معكرونة مسلوقة ومطبوخة بدبس بندورة وناشفة لأنو حتى المعكرونة بلبن صارت حلم من غلا اللبن، كيلو دبس البندورة بـ850 ليرة، وفي بنت بتقول لأمها ليش كل الأكل الأبيض غالي؟! بتقلها لأنو الأكل الملون صحي أكتر!

والصحي عم يلاوقنا ويضحك علينا، لكن سمعتوا بحياتكن غدا اسمو معكرونة بلا لحمة وبمرقة بندورة سايطة وجنبها رز إعانة بنتفة زيت مازولا مشان تقيت بطون الولاد ويشبعوا.. سمعتوا شي؟

رابط صفحة سلوى زكزك على فيسبوك، اضغط (هنا)


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق