تقوم "الإدارة الذاتية" الكردية في شمال سوريا بعملية إحصاء سكاني في منطقة الحسكة وذلك "تمهيداً لإطلاق مشروع الفدرالية" شمال شرق سوريا.
وقال مدير مركز الإحصاء التابع لـ "الإدارة الذاتية" الكردية، سلطان تمو، لـ روزنة، إن "الإحصاء في منطقة الجزيرة جاء نتيجة لطلب الادارة بأعداد خطة عمل لمعرفة اعداد الناخبين في المنطقة وهي التي تحضر لإطلاق مشروع الفيدرالية في شمال شرق سوريا".
وأضاف تمو، "نقوم بجمع بيانات السكان وتسجيلها للاستفادة منها في مشاريع داعمة مستقبلا اضافة الى تجهيز قوائم انتخابية للمجلس الفيدرالي".
وقام مركز الإحصاء التابع لـ "الإدارة الذاتية" بتدريب كوادر خاصة من لجان الاحياء ومدرسي اللغة الكردية، منذ عدة أشهر، للقيام بعملية احصاء في المنطقة.
وحول دعم الإحصاء، قال عضو مجلس حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، سليمان عرب، "حاز هذا الاحصاء على قبول جماهيري وترحيب كبير وهذه هي رسالة مجتمعية داعمة لمشروع الفيدرالية".
في المقابل، أشار الكاتب أحمد موسى، إلى أنه "لا يمكن إجراء إحصاء في زمن الحروب "، مشيراً إلى أن "هذه الخطوة تعد سياسية لشيء ما نجهله ومن يقوم بالإحصاء لا يقرون بفحوى ومضمون هدفهم".
وهناك تخوف من بعض مكونات المنطقة التي تجد في الاحصاء مهدد حقيقي لها، فبعض الأكراد تعود بهم الذاكرة الى الاحصاء الذي قامت به الحكومة السورية عام 1962 حيث تم تجريد آلاف الأكراد من الجنسية السورية، والآن هناك عدد كبير من الأكراد خارج المنطقة ويسجل القائمون على الإحصاء أسماء أولئك كـ "مغتربين".
أيضا المكون العربي لهم مخاوفهم، فاطمة قدمت مع عائلتها إلى منطقة الجزيرة منذ أكثر 30 عاما من الرقة تقول "نحن هنا من زمن ولكن أصولنا من الرقة والتسجيل في الإحصاء كان مخيف بالنسبة لنا هل ممكن أن يعيدوننا لمناطقنا أو نكون مواطنين من درجة ثانية إلى الآن لا نعرف ما سيحدث".
ويأتي هذا الاحصاء بعد تصريحات كثيرة من قبل النظام السوري وكذلك المعارضة عن نسبة تواجد الأكراد في الجزيرة السورية لعل أبرزها تصريح رئيس النظام السوري بشار الأسد أن نسبة الكرد لا تتجاوز الـ 36% في محافظة الحسكة.
ويلقى مشروع الفدرالية الذي أعلنته مؤخراً أحزاب غالبها كردية في مناطق شمال وشمال شرق سوريا، رفضاً من النظام السوري ومن أطياف المعارضة، كذلك أعلنت دول بينها الولايات المتحدة وتركيا أنها لا تعترف بذلك المشروع.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)