يواجه حزب سياسي دنماركي يميني ردود أفعال دولية عنيفة، بعد توزيعه ما يسمى بـ"رذاذ اللاجئين"، بهدف حماية المواطنين من الهجمات الإرهابية، وذلك بحسب خبر نُشر على (CNN)
قام "حزب الدنماركيين"، السبت الماضي، بتوزيع أكثر من 150 علبة رذاذ مثبت للشعر عوضاً عن رذاذ الفلفل الممنوع في الدنمارك، وذلك في حملة معادية للمهاجرين واللاجئين في شوارع مدينة "هادرسليف"، وهي مدينة ذات منفذ بحري جنوب الدنمارك.
واستنكرت "عزة لغداس"، وهي محامية كبيرة لأوروبا في المنظمة الدولية للاجئين ذلك العمل، معتبرةً أن هذه الخطوة "عمل عدائي مروع، وكراهية تجاه طالبي اللجوء".
وقالت في تصريح لـ"CNN": "الناس الذين فروا إلى أوروبا، فروا هرباً من الحرب والعنف، ويجب أن يجدوا الحماية التي يحتاجونها، وأن يتم معاملتهم باحترام مثل أي إنسان آخر، ومع ذلك، في كثير من الأحيان ما زالوا يجدون الأبواب مغلقة في وجوههم وما حدث يوم السبت مثالاً صارخاً على ذلك".
ودافع زعيم الحزب اليميني "دانييل كارلسن"، عن هذه البادرة المثيرة للجدل قائلاً: "لا أرى أي عنصرية فيما حدث، نحن نعلم أن رذاذ الفلفل ممنوع في الدنمارك، فأردنا أن نبتكر طريقة تساعد المواطنين الدنماركيين على حماية أنفسهم، وخاصة النساء"، مضيفاً "نعلم أنه ليس الوضع المثالي، ولكننا نسعى على المدى الطويل إلى إعادة اللاجئين إلى بلادهم ونريد الغرب للغربيين فقط، أما على المدى القريب فنحن نحاول تقديم الحلول لجعل الحياة أفضل وأكثر أماناً".
أُلقي اللوم على المهاجرين في الفترة الأخيرة وتم اتهامهم بالعديد من الهجمات الإرهابية التي حصلت في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك هجوم يوم "الباستيل" في مدينة نيس الفرنسية، الذي قتل فيه أكثر من 84 شخصاً، والتفجير الانتحاري في مدينة "أنسباخ" الألمانية، الذي نجم عنه إصابة أكثر من 15 شخصاً.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في بيان، "نأسف بشدة لهذا النوع من الحوادث التي تجري في الدنمارك ضد طالبي اللجوء واللاجئين، والناس الذين سبق لهم أن عانوا كثيراً".
ومضى المفوض إلى القول إن المفوضية لا تعتقد أن حزب "الدنماركيين" لا يمثل الشعب الدنماركي.
وأضاف "إنها مجموعة صغيرة التي شاركت في هذا الحدث، وهي لا تمثل سوى جزء صغير جداً من الشعب الدانماركي، والمفوضية واثقة من أن معظم الدنماركيين أيضا يدينون بشدة ما جرى".
ولكن "كارلسن" قال: إنه "لعار على الدنمارك وأوروبا ككل، أن منظمة كهذه تقوم بالترويج للهجرة الجماعية إلى أوروبا، وذلك سوف يدمر أوروبا"، وتابع: "نحن لا نقول إن المهاجرين هم كل المغتصبين، ولكننا ننظر إلى المشكلة على أنها كتلة من المهاجرين سيحلون محل السكان الأصليين في أوروبا على مدى السنوات القادمة".
وقال الحزب عبر موقعه الالكتروني الرسمي، إن الحزب يحتاج إلى 20.103 توقيع للحصول على ورقة الاقتراع في الانتخابات العامة المقبلة.