قال رسام الكاريكاتور السوري حسام سارة، إن لوحته التي حصدت جائزة (مجلس التصميم الأعلى الألماني) كانت "محاولة لإيصال تصور حقيقي للجمهور الألماني عنا كسوريين، لأننا لسنا لاجئين أحبوا اللجوء بـ (الفطرة)، بل إننا أُجبرنا بفعل أسباب موضوعية".
وفي اتصال هاتفي اليوم السبت مع راديو (روزنة)، أكد سارة أن لوحته التي حصدت الجائزة "ليست مُعنونة، وإنما تحاول الإحاطة برحلة اللجوء التي يعاني منها السوريون، والانتقال من الوطن، بما في ذلك من تخلٍّ عن معايشة الأهل والذكريات وصولاً إلى أماكن اللجوء الجديدة".
وأشار سارة، أن من سلبيات رحلة اللجوء "نشأة الجيل الجديد في المغترب، فالشباب لا يمتلكون ذكريات تراكمية عن بلدهم كما هو الحال عند من هم أكبر سناً، وهؤلاء تتنتظرهم حيوات جديدة في المغترب".
وحول لوحته بشكلٍ خاص، وفن الكاريكاتور بشكلٍ عام، وقدرته على عكس معاناة السوريين الحقيقية، أشار سارة، أن "هذه اللوحة واحدة من مجموعة لوحات أقام بها معرضاً منفرداً في مدينة (بون) الألمانية، بعنوان (كاريكاتور من سوريا)"، وهي كانت "محاولة لإيصال تصور حقيقي للجمهور الألماني عنا كسوريين، وعن مشكلاتنا الحقيقية، من جهة، وماذا ننتظر كسوريين منهم، من جهة ثانية"، وبالتالي "كان عليّ أن أفكر بطريقة تمكنني من وضع الألمان بصورة الأسباب الموضوعية التي أجبرتنا أن نكون عندهم، في بلدهم".
وتابع سارة، أن معرض اللوحات الفنية (كاريكاتور من سورية) تنقل بين عدة مدن ألمانية، وسيكون له عدة جولات في المستقبل، مؤكداً أنه "رصد اهتمام الألمان بالوضع السوري من خلال متابعة لوحاته، والسؤال عن السوريين وحياتهم، وكان تعاطف الجمهور وتفهمه واضحاً".
يذكر أن الجائزة تُقرر من قبل مجلس (التصميم الأعلى الألماني) وتعتبر من أهم الجوائز الفنية في ألمانيا، وهي جائزة غير متخصصة بفن الكاريكاتور، وإنما ترصد سنوياً الإنتاج الإبداعي بشتى أنواعه في ألمانيا، وتعنى بقدرة العمل الفني على تحقيق "التواصل" وإيصال الفكرة للمتلقي.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)