خرجت الدفعة الأخيرة من أهالي ومقاتلي مدينة داريا في ريف دمشق ، مساء أمس السبت، وذلك في أعقاب اتفاق بين فصائل معارضة في المدينة وقوات النظام السوري، لتصبح داريا خالية من سكانها وخاضعة بالكامل لسيطرة النظام.
ووصلت القافلة المكونة من 15 حافلة، تحمل مقاتلي المعارضة المسلحة وعائلاتهم، فجر الأحد إلى منطقة قلعة المضيق بريف حماة، وذلك بعد نصف ساعة من وصول 5 حافلات، وتضم القافلتان 1124 شخصاً، بينهم 937 مقاتلا و97 امرأة، بالإضافة إلى 104 أطفال، سيتم نقلهم جميعا إلى ريف إدلب. بحسب مصادر إعلامية معارضة.
وأجلي جميع سكان المدينة، البالغ عددهم 8 آلاف نسمة، بعد 4 سنوات من حصار النظام السوري، وبعد أن كان عدد سكانها يبلغ نحو 80 ألف شخص، قبل بدء الثورة في سوريا.
وخرجت منذ صباح الجمعة إلى مساء أمس السبت، 9 قوافل تقل مقاتلي المعارضة المسلحة وعائلاتهم نحو مدينة إدلب شمالاً، في حين توجه قسم منها نحو مدينتي صحنايا وقدسيا شمال العاصمة دمشق، ليتم وضعهم في مخيمات لفترة محددة.
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن "نظام الأسد يسير وفق خطة ممنهجة لتهجير السكان حول دمشق بهدف التغيير الديموغرافي وصولاً إلى التقسيم على أساس طائفي".
وأدان عضو الائتلاف "خطيب بدلة"، إجبار سكان داريا على الهجرة من أرضهم تحت التهديد بـ"الإبادة"، بحسب وصفه، بعدما كثف النظام قصفه بـالبراميل المتفجرة والحارقة على المدينة في الأشهر الماضية، وأحرق الأراضي الزراعية ومنع وصول القوافل الإغاثية للمدنيين.
من جهتها، تحفظت الجامعة العربية في بيان السبت على الاتفاق بين النظام السوري والمعارضة في داريا، واعتبر الأمين العام أحمد أبو الغيط في بيان له أن الاتفاق "يمثل تطورا مثيرا للقلق رغم إنهائه معاناة المدنيين الأبرياء، خاصة أنه لم يتم تحت رعاية الأمم المتحدة".
يذكر أن المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي مستورا، أكد أول أمس، "ضرورة حماية سكان داريا، وأن تتم تلك العملية بشكل طوعي، وبالامتثال التام للقانون الإنساني الدولي".
ويحظر القانون الإنساني الدولي، ترحيل السكان المدنيين، لأسباب تتصل بالنزاع، ما لم يتطلب ذلك أمن الأشخاص المدنيين المعنيين أو أسباب عسكرية ملحة، كما ينص القانون أنه لا يجوز إرغام الأفراد المدنيين على النزوح عن أراضيهم لأسباب تتصل بالنزاع.
كما يحظر القانون الدولي أيضاً، تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال، ومهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)