كشف مسؤول إيراني رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، أن طهران وأنقرة بذلتا جهودا دبلوماسية هائلة من أجل تجاوز الخلافات حول مصير رئيس النظام السوري "بشار الأسد".
قال مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، إن إيران تشاهد مراجعة أنقرة لسياستها الخارجية بخصوص المستقبل السياسي لسوريا، لكنه دعا إلى التحلي بـ"الواقعية"، خاصةً وأن تعديل موقف تركيا سيستغرق "وقتاً معيناً". في مقابلة أجراها اليوم، مع وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأكد عبداللهيان، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية الإيراني سابقاً، إن "الحوار الصريح والودي بين طهران وأنقرة لم ينقطع على مدى السنوات الخمس الماضية، موضحاً أن المشاورات جرت على المستويين السياسي والدبلوماسي، بالإضافة إلى الحوار حول قضايا الأمن في المنطقة.
وأضاف عبد اللهيان: "في إطار هذا الحوار، كنا نبذل كل ما بوسعنا من أجل مساعدة تركيا في وضع آلية تساعد أنقرة في لعب دور بناء في تسوية الأزمة السورية". مرجحاً أن تكون التحولات في سياسة أنقرة مرتبطة بالأحداث الداخلية الأخيرة، بما في ذلك عواقب الانقلاب الفاشل".
وأشار: "إذا أخذنا بعين الاعتبار الخطط الأمريكية الفاشلة للإطاحة بالرئيس التركي المنتخب شرعياً، من الطبيعي أن يتوجه السيد أردوغان وفريقه إلى مراجعة السياسة الخارجية للبلاد واتخاذ الإجراءات الضرورية لذلك. ويتعلق ذلك، بالدرجة الأولى، بالمستقبل السياسي لسوريا".
وتابع: "علينا، في الوقت نفسه، أن نكون واقعيين. على الرغم من زيارة أردوغان إلى روسيا واللقاءات التي انعقدت لاحقاً على مستوى وزارتي الخارجية الإيرانية والتركية، يجب أن يمر وقت معين، قبل أن تصبح التغيرات المبدئية في النهج الخارجي لأنقرة واضحة للعيان. لكنني ما زلت متفائلاً، وواثقاً من أن مجمل التغيرات التي جاءت إلى العقيدة الخارجية لتركيا، ستصب في السلام والاستقرار بالمنطقة".
عبد اللهيان: "نقطة الخلاف الرئيسية هي مستقبل بشار الأسد"
وأوضح عبداللهيان أن الاتصالات بين تركيا وإيران شهدت تكثيفاً منذ سنتين. وتابع: "كنا نتبادل الوفود بشكل دائم، كما أنني زرت أنقرة مراراً لإجراء محادثات. وكانت كل التحركات ترمي إلى إزالة الخلافات بين إيران وتركيا حول المسألة السورية على المستوى الاستراتيجي، والتوصل إلى نقاط تلاق".
وختم نائب وزير الخارجية السابق بالقول: "أن نقطة الخلاف الرئيسية كانت آنذاك تتعلق بتباين آراء طهران وأنقرة حول المستقبل السياسي لبشار الأسد". واستطرد قائلاً: "من أجل إزالة هذه الخلافات، بذلنا مع شركائنا الأتراك جهودا دبلوماسية هائلة".
يأتي هذا بعد زيارة لوزير الخارجية التركية، أجراها يوم الجمعة الفائت، 19 آب الجاري، إلى طهران، والتقى خلالها جاويش داوود أوغلو نظيره الإيراني، تمهيداً لزيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران.