قال الناشط الحقوقي، بسام الأحمد، أن ملف استخدام الكيماوي في الغوطة الشرقية لم يشهد أي تطور عملي أو قانوني، بشأن محاسبة الجناة، منذ تاريخ وقوع "المجزرة" قبل ثلاث سنوات، وحتى اليوم.
وأوضح الأحمد في اتصال هاتفي مع "روزنة": "اللجنة الدولية المكلفة قالت في تقريريها انه تم استخدام مادة السارين بكميات مهولة، وبعدها تم الضغط على النظام لتسليم مخزونه من الأسلحة الكيماوية، لكن من الناحية القانونية لم يتبع هذا أي اجراءات أخرى واكتفى المجتمع الدولي بنزع الأسلحة".
وشدد الأحمد على أن ماحدث في الغوطة، هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، على حد تعبيره.
وبشأن اتهام النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي، قال الأحمد: "غالبية المنظمات الحقوقية أكدت في تقاريرها، أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيماوي، لكن لجنة التحقيق التي وصلت إلى الغوطتين، كانت مهمتها تقتضي التأكد من استخدام الكيماوي فحسب، وتم بعدها الالتفاف حول الموضوع وحصره فقط في نزع الأسلحة الكيميائية من النظام"، بحسب وصفه.
وأشار الأحمد خلال الاتصال، إلى أن مجلس الأمن الدولي، لازال منغلقاً أمام اقتراح تحويل أي قضية تخص الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، و"الأمر مرتبط بقرار سياسي".
وتابع الحقوقي: "للأسف وحتى بعد نزع السلاح الكيماوي، وقعت هجمات كيماوية بغاز الكلورين أكثر من مرة، في سوريا، وتم إثبات ذلك".
وحول العقوبة التي تنص عليها القوانين الدولية، جراء جرائم من هذا النوع، أجاب الأحمد: "مجلس الأمن كهيئة ليس مخولًا بتحديد الفاعل، ويقتصر دوره فقط على تكليف لجنة تحقيق دولية مؤلفة من هئيات وخبراء للامم المتحدة وهذا ماحصل فعلا".
ونوه الأحمد في نهاية حديثه: "ولكن في حال تم طلب منه، يتوجب على المجلس تشكيل لجنة أخرى، وفي المرحلة الثانية يكون لها صلاحيات بتحويل الملف لمحكمة الجنايات الدولية، وحينها تصدر المحكمة قرارها وتحدد الجناة، والعقوبة المفروضة بحقهم".
يذكر أن اليوم، 21 آب، هي ذكرى مرور ثلاث سنوات، على وفاة نحو 1500 شخص في سوريا، جراء قصف النظام السوري في مثل هذا اليوم من عام 2013، بغاز السارين السام، على دوما وزملكا وعربين في الغوطة الشرقية، ومدينة داريا في الغوطة الغربية.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بعد 20 يوماً على حدوث الهجوم، أنن لديها أدلة تشير بقوة إلى وقوع هجومٍ بغاز سام، نفذته قوات النظام السوري، وأنها توصلت إلى تلك النتيجة بعد تحليل روايات شهود ومعلومات عن المصدر المرجح للهجمات وبقايا للاسلحة التي استخدمت وسجلات طبية للضحايا.
كما صدر في 16 أيلول 2013، تقرير لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة الذي أشار إلى أن غاز السارين أطلق بواسطة صواريخ أرض-أرض. وذكر التقرير أن الهجوم حدث في ساعة ضمنت إصابة أو مقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص لأن درجة الحرارة تنخفض بين الثانية والخامسة صباحاً وهو ما يعني أن الهواء كان يتحرك لأسفل باتجاه الأرض.
وعلق حينها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون بالقول: "هذه جريمة خطيرة ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة في أقرب وقت ممكن"، كما صرح أن "الأسد ارتكب جرائم ضد الإنسانية، ويجب أن يحاسب على جرائمه".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)