قال المحلل الاستراتيجي العميد الركن أحمد رحال، أنه يتم "الآن التحضير لمعركة حلب الكبرى"، وأن "ما يحضره الثوار لن يكون في منظور تفكير الأسد وحلفائه".
وفي اتصال هاتفي اليوم الثلاثاء مع راديو (روزنة)، تحدث العميد الركن أحمد رحال عن العوامل التي تدعم قدرة الفصائل المنضوية ضمن غرفة (فتح حلب) على "تحرير كامل المدينة"، وفي مقدمتها، ما تم في الأيام الماضية من "تخليص الكتلة الرئيسية من المدفعية والمؤلفة من ما يتراوح بين 40 إلى 50 قطعة، مداها ما بين خمسة وعشرين إلى 40 كيلو متراً، والتي كانت تدك حلب كلها".
وثاني العوامل التي تدعم الفصائل حسب رحال، يتعلق بالقتال داخل المدن، الذي قد "يعطي الطيران القدرة على التدمير، لكنه لا يعطيه قدرة التأثير على الفصائل".
اقرأ أيضاً: أحمد رحال: أمريكا تدير الأزمة في سوريا و لن تتدخل برياً
وأضاف رحال أن العامل الثالث إنما يتعلق بـ "تطبيق الحصار الذي نفذ في الجبهة الجنوبية من حلب"، حيث "سيرغم النظام على الالتفاف عبر طريق (الكاستيلو) الذي مازال تحت مرمى نيران الفصائل"، مما يعني "فرض ضيق بالإمداد على جيش النظام السوري، وضيق بالقدرات القتالية"، حسب تعبيره.
أما العامل الرابع فيتعلق بإرادة القتال، إذ إنه لا يعتقد أن "كل المرتزقة المساندة للنظام تملك إرادة القتال التي تملكها فصائل الثورة السورية"، ونقل رحال في هذا السياق عن قائد قاعدة حميميم قوله عبر برقية لا سلكية تم التقاطها، "لا يمكنني البقاء في سماء سوريا أربعاً وعشرين ساعة على أربعٍ وعشرين، فكل منطقة نقوم بتأمينها يفقدها نظام الأسد وحلفائه بمجرد انسحاب الطيران، لأنهم لا يملكون إرادة القتال التي يملكها (الإرهابيون)".
وأكد رحال أن العوامل السابقة "لا تعني أن الخصم ضعيف، بل إننا سنكون أمام معركة حقيقية وقوية"، وأضاف أن ضرورة المرحلة "تفترض تحرير حلب الذي سيحقق أكثر من هدف استراتيجي، أولها وقف تقسيم سوريا"، حسب وصفه.
من جهة أخرى، تحدث رحال عن معركة فك الحصار عن حلب، معتبراً أنها "ليست وليدة اللحظة، بل كان يحضر لها منذ مدة طويلة"، مبيناً "أنه بعد توقف المفاوضات كان هناك قرار إيراني باعتماد الخيار العسكري لتصفية الثورة السورية، وبالتالي فهذه المعركة أتت لإفشال ذلك الخيار، وبنفس الوقت لفك الحصار عن أكثر من 400 ألف مواطن في حلب الشرقية".
وأوضح رحال أن ما تمّ في المعركة هو "تنسيق جهود بين أكثر الفصائل العاملة في القطاع الشمالي ضمن غرفة عمليات واحدة، باعتماد تكتيكات خاصة تعتمد السيطرة على القمم والتلال الحاكمة، والخرق عبر الوسط مع التوسع نحو (المجنبات)، والسيطرة على الكتلة الرئيسية من الأسلحة التي كانت تدمي مدينة حلب عبر تحرير الكليات العسكرية".
وأضاف رحال أن من أبرز العوامل التي أسهمت في فك الحصار عن حلب "الانهيار السريع لخطوط النظام الدفاعية، وتشتت وتفكك لمنظومة القيادة والسيطرة"، إضافة الى أن "التماس والاشتباك المباشر بين المقاتلين وعناصر النظام أضعف طيران النظام والطيران الروسي"، كذلك "عملية حرق الدواليب التي شكلت ستارة دخانية أمام الطيران".
وأكد رحال أن هناك "حالة استنفار للنظام الذي يستجلب مقاتلين من حزب الله ومن إيران"، حيث بين أن "مطار النيرب يستقبل طائرات شحن من طهران، إضافة إلى وصول أكثر من ألفي مقاتل من لبنان، كذلك فإن "الطيران الروسي زاد من جرعته العددية عبر استقدام طائرات جديدة إلى قاعدة حميميم، وأصبح يخرج الطائرات الاستراتيجية من روسيا مباشرة عبر طائرات ت22".
يذكر أن فصائل معارضة منضوية ضمن غرفة (فتح حلب)، تمكنت قبل أيام من فك حصار قوات النظام السوري عن أحياء حلب الشرقية، ضمن معركة (الغضب لحلب).
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)