أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض نعسان آغا، أن الهيئة "لا تعطي لأحد صك موافقة على قصف إدلب بحجة مكافحة النصرة"، فالهيئة "تريد حماية المواطنين".
وفي سياق حديثه اليوم السبت، في اتصال هاتفي مع راديو (روزنة)، حول البيان الصادر عن الهيئة العليا للمفاوضات، والمتعلق بفك ارتباط (جبهة النصرة) عن تنظيم (القاعدة)، أكد آغا أن أكثر المنتقدين للبيان كانت قراءتهم له على طريقة "ويلٌ للمصلين"، دون أن يكملوا قوله تعالى "الذين هم عن صلاتهم ساهون".
وأضاف آغا أن الهيئة العليا للمفاوضات، تحدثت في بيانها عن (النصرة)، عن "ضرورة التغيير في المنهج، والتغيير في البنية، بمعنى أن هذه الخطوة جيدة"، فالهيئة "لا تريد أن تبقى النصرة مرتبطة بالقاعدة، وقد طالبتها كل أطياف المعارضة بأن تنفك عنها".
وبيّن آغا أن الهيئة قد طالبت النصرة في بيانها بخطوات لاحقة، "تصحيح أخطاء الماضي والعدالة والاندماج بقوى الثورة والمعارضة في بنيتها وأهدافها"، إضافة إلى المطالبة في الفقرة الثانية من البيان بأن ترفع جبهة (النصرة) "شعارات الثورة".
وأوضح آغا أن هناك "أسباباً سياسية" أخذتها الهيئة بعين الاعتبار عند إصدار البيان، من بينها ضرورة الحل السياسي المبني على الحوار مع النصرة، لأن "النصرة مختلفة عن داعش، النصرة متحالفة مع فصائل أخرى"، مؤكداً أن "أية مواقف حساسة يجب أن تحسب جيداً"، فالخطأ ربما يؤدي إلى أن تقوم "كل مجموعة جيش الفتح بقتال بعضها بعضاً"، وأضاف أن "داعش ليس معها إلا داعش في الرقة أو في دير الزور"، أما "المشكلة في جبهة (النصرة) أن "هناك تداخل كبير بين تحالف".
وفي رده على بعض الانتقادات لبيان الهيئة والتي تومئ بإمكانية قبول الهيئة مستقبلاً بـ (الجولاني) عضواً فيها، كما قبلت سابقاً بأن يكون كبيير مفاوضيها (محمد علوش)، قال آغا "نعتقد بأن الجولاني رفض الحديث عن دولة مدنية، بينما وقع علوش على بيان الرياض، وبالتالي يتحدث عن دولة مدنية وعن ديمقراطية، الجولاني لم يقبل بذلك".
وحول التناقض في رؤية الهيئة العليا للمفاوضات من حيث إمكانية وجود رؤى أخرى للتعاطي مع (النصرة) فيما إذا طبقت الأخيرة خطوات إضافية، في الوقت الذي رفض فيه (الجولاني) الاعتراف بدولة مدنية، علق آغا، بأن هذه التوقعات في خانة "الافتراضات"، فقد "لا يكون هناك نصرة في المستقبل".
يذكر أن الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، أصدرت بياناً أمس الجمعة، رحبت فيه بإعلان جبهة (النصرة) فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، معتبرةً أنها خطوة "تحتاج إلى إتباعها بخطوات أخرى" لتحقيق "الاندماج مع المشروع الوطني الحقيقي الذي يجمع كل السوريين".
وكان زعيم (جبهة النصرة)، أبو محمد الجولاني، قد أعلن في تسجيل مرئي، أول أمس الخميس، فك ارتباط (جبهة النصرة) رسمياً عن (تنظيم القاعدة) والذي يعود إلى عام 2013، وإنهاء العمل تحت تسمية (جبهة النصرة)، وبدء العمل باسم جبهة (فتح الشام).
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)