بدأت الخلافات بالظهور بين حكومة رجب طيب أردوغان و فتح الله غولن بعد قيام الرئيس التركي بإغلاق مدارس حركة "النخبة " التغلغل داخل القضاء و الشرطة و سعيها للوصول إلى سلطة الحكم عبر ما يسمى بـ "الكيان الموازي" .
و تزايد العداء بين الطرفين مع رفض غولن للطريقة التي تعاطى بها أردوغان مع إسرائيل في قضية سفينة مرمرة وطريقة تعاطيه مع الملف السوري .
و كانت محكمة الصلح الجزائية الأولى باسطنبول أصدرت قراراً بإلقاء القبض على غولن واصفةً إياه "بالمشتبه به"، وذلك في إطار تحقيقاتها مع عناصر "الكيان الموازي" التي تشرف عليه النيابة العامة التركية بمدينة اسطنبول .
واتهمت صحف تركية معروفة بقربها من الحزب العدالة و التنمية في شهر شباط من عام 2015 إلى فتح الله غولن زعيم جماعة "الخدمة" المعادية لحكومة أردوغان بالتخطيط لاغتيال سميّة أردوغان، ابنة الرئيس التركي .
ونقلت ترك برس عن الكاتب التركي "إسماعيل ياشا" أن جماعة فتح الله غولن حاولت اغتيال رجب طيب أردوغان في عام 2012.
وبين الكاتب في مقاله أنه " تم حقن أردوغان بمواد مسرطنة" بعقب مؤتمر إسطنبول من قبل شرطي يعمل في حراسته وينتمي إلى "الجماعة".
وكان من المفترض حسب الكاتب إجراء عملية جراحية على وجه السرعة وقتله في غرفة العمليات، إلا إن الأمر تم اكتشافه بعد أن وصل تسجيل صوتي يكشف العملية للاستخبارات الوطنية التركية توضح ملابسات القضية.
من هو فتح الله غولن المعارض لحزب العدالة والتنمية؟
تصدر اسم الزعيم التركي فتح الله كولن عناوين الأخبار العالمية، بعد اتهامه من قبل الرئيس التركي "أردوغان" بأنه يقف وراء محاولة قلب الأوضاع، مطالباً واشنطن بتسلم الداعية "غولن" المقيم في أمريكا.
فمن هو فتح الله غولن؟
فتح الله غولن، داعية إسلامي صوفي، تزعم حركة سميت بـ " الخدمة" في تركيا... لمواجهة حزب العدالة والتنمية، وقد لاقت حركته انتشارا واسعًا في تركيا، كونها فكرا صوفيا روحيا، وتنحاز إلى قومية الدولة التركية، في مواجهة فكرة استعادة أمجاد الدولة العثمانية، التي يتبناها حزب العدالة والتنمية.
ولد "غولن" في قرية بمحافظة "أرضروم" عام 1941. وتلقى تعليما دينيا منذ صباه، كما اطلع على الثقافة الغربية والشرقية ويعرف عنه تبحره في العلوم الإسلامية المختلفة، وبراعته في الخطابة، ومؤلفاته التي تجاوزت سبعون كتاباً، حيث ترجمت إلى 39 لغة.
كانت بداية تأسيس حركة غولن في عام 1990، ووجدت هذه الحركة صداها في تركيا ثم خارجها، وقد وصلت هذه الحركة إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين فتح الله وبين البابا.
اشتد الصراع بين حركة غولن، وحزب العدالة والتنمية عام 2010، وحينها قال "سأتحرك ببطء من أجل تغيير طبيعة النظام التركي".
يعيش غولن الآن في منفى اختياري في ولاية أميركية.. حيث يترأس شبكة ضخمة غير رسمية من المدارس والمراكز البحثية والشركات ووسائل الإعلام في خمس قارات.
وحظيت حركة غولن بترحيب كبير من الغرب، إذ اعتبروها النموذج الذي ينبغي أن يحتذى به بسبب “انفتاحها” على العالم، وخطابها الفكري.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)