قال المستشار القانوني لـ"الجيش السوري الحر" أسامة أبو زيد، اليوم الأحد، إن جيش النظام السوري كان يعمل خلال الأشهر الماضية على "خنق المدينة بالتقدم في بعض المناطق ومحاولته باءت بالفشل، وهذه المناطق كان يستعيدها الجيش الحر بعد أيام".
وأضاف أبو زيد، في اتصال هاتفي مع روزنة، أن "ما حصل منذ ثلاثة أيام، استطاع النظام بعد قصف جوي عنيف التقدم في بعض المواقع وتمكن من أخذ نقاط في مزارع الملاح بعد استخدامه العنقودي والأسلحة الفوسفورية، وبسط سيطرته في هناك مما جعل نحو 90% من طريق الكاستيلو مرصوداً".
وأعلنت فصائل معارضة و"جبهة النصرة"، مساء السبت، بدء عملية لاستعادة السيطرة على منطقة الملاح وكسر الحصار عن حلب، يأتي ذلك بعد يوم من قطع قوات النظام طريق الكاستيلو آخر طرق إمداد المعارضة إلى مناطق سيطرتها في مدينة حلب، وأعلنت "النصرة" تنفيذ عمليتين انتحاريتين، وسط سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وحول العملية، علق أبو زيد قائلاً: "المعركة أطلقت لاستعادة تلك المناطق من قبل فصائل الجيش الحر، التي استطاعت السيطرة على كتلة الجامع، و لكن تم الانسحاب من هذه النقاط، بسبب الكثافة النيرانية"، مشيراً إلى أن "وسائل إعلام تناقلت الخبر على أنه انسحاب كامل، وهذا مانفيناه تماماً وقلنا إنه تم التراجع ببعض النقاط لكننا لم ننسحب والمعارك مستمرة".
وأوضح أبو زيد، أن "العملية لم تطلقها النصرة.. أعداء الثورة وأولهم روسيا يريدون تبرير قتل المدنيين في حلب بذريعة أن من يقاتل هناك هم القاعدة، وأول من سوق لهذه الأخبار هي قناة الجزيرة وهو ما ليس له علاقة بالواقع، لا نعرف سبب هذا التوجه في القناة، خصوصاً ان قادة غرفة فتح حلب لديهم ناطقين إعلاميين في تركيا وحلب، وكان بإمكانها العودة لهم والسؤال عن المعارك، لكن لا نعرف لماذا نقلت أخبارها من مصادر في النصرة".
وتابع المستشار القانوني لـ"الجيش الحر"، بالقول إن "النظام يبذل كل جهده لحصار حلب ليتمكن من التعامل معها كما تعامل مع المناطق المحاصرة الأخرى، وهذا سيحسن من أدواته في حال توجه إلى المفاوضات بجنيف"، مشدداً على ان "هذا لن يحصل إلا في حال توقفت عمليات المقاومة من قبل الجيش الحر، وهو أمر لن يحدث".
وأردف "رغم أن العمليات بالأمس غير مرجوة، لكنها لن تتوقف والنظام لم يصل فعلياً إلى طريق الكاستيلو، ولن تقع كما يشاع مدينة حلب تحت الحصار، هو الهدف الرئيسي لنا وخلال الساعات القادمة سنعمل على ذلك. للأسف هناك رضا لبعض الدول الصديقة للثورة عما يحصل في حلب، لعل أن تتم بعد هذه العملية اتفاقات ترضي تطلعاتهم وسنسمي قريباً الأشياء بسميماتها، أما الآن سنتحفظ".
قصف المدنيين
وعن قصف المدنيين في مناطق سيطرة النظام، أكد أبو زيد "أن هذا الأمر مرفوض بالمطلق بين قيادات الجيش الحر، وخصوصاً في غرفة عمليات فتح حلب، ومفهوم المحاسبة والعقاب سيكون فاعلاً تجاه أي عنصر يرتكب أية أخطاء في حال ثبت أنه قام برمي حتى لو قذيفة. المدنيون في مناطق سيطرة النظام أهلنا ولا يسمح باستهدافهم بأية وسيلة".
وتوضيحا لما حصل في حي الفرقان، قال أبو زيد: إن "كل الأدلة والصور وطريقة القصف تثبت مسؤولية النظام، فالصورايخ المستخدمة روسية والراجمة الخاصة بهذه الصواريخ لا يملكها الجيش الحر، وحتى الصور التي نشرت عن فوارغ لمثل هذه الصورايخ في مناطق المعارضة، هي فوارغ اطلقها النظام ولم تنفجر ولايمكن حشوها وإعادة قذفها لأنها تحتاج لمنصات خاصة وهي غير متوفرة لدى فصائل المعارضة".
وبين أبو زيد "نحن دائماً نطالب المجتمع الدولي بالتحقيق من خلال المراقبة عبر الأقمار الصناعية لكشف المسؤول عن قصف المدنيين، وهذا يثبت أننا لسنا نحن، لكن المجتمع الدولي يرفض وضع رقابة على ما يحصل في سوريا"، مضيفاً أن "غرفة فتح حلب ستفتتح مكتباً خاصاً بالشكاوى عن أي عملية قصف يشك انها من قبل الجيش الحر والاستماع لأية شكاوى عن تجاوزات يمارسها عناصر في الجيش الحر".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)