اعتبر اليوم رئيس النظام السوري بشار الأسد أنّ حجم المشاركة "غير مسبوق" في انتخابات مجلس الشعب، مضيفاً أنّ الشعب السوري "فاجأ العالم مرة أخرى" بمشاركته الواسعة في الانتخابات.
وقال الأسد في كلمته أمام أعضاء (مجلس الشعب) التابع لنظامه، بمناسبة بداية (الدور التشريعي الثاني)، "إنّ حربنا ضد الإرهاب مستمرة، وكما حررنا تدمر وقبلها كثير من المناطق سنحرر كل شبر من سورية من أيديهم".
وعدّد الأسد (مزايا) المجلس الجديد، والذي اعتبره "مختلفاً عن سابقيه"، حيث اعتبر أعضاءَه قد جاؤوا "من عمق المعاناة وقمة العطاء"، ففيه "الجريح الذي ضحى بقطعة من جسده (...) وفيه أم الشهيد وأبوه وأخته، (...) وفيه الفنان الذي حمل السلاح (...) وفيه ازداد صوت المرأة".
واعتبر الأسد، أن جوهر العملية السياسية بالنسبة لـ "الدول الداعمة للإرهاب" إقليمياً ودولياً يهدف "لضرب وجود أي مفهوم للوطن عبر ضرب جوهره وهو الدستور"، وذلك تحت مسميات ومصطلحات مختلفة "أساسها ما يسمى بـالمرحلة الانتقالية"، وصولاً إلى "ضرب المؤسسات وفي مقدمتها مؤسسة الجيش الحامية للبلاد الضامنة لأمان الشعب" حسب تعبيره.
وشرح الأسد في كلمته السياسة الدولية التي تهدف إلى خلق "نظام طائفي" في سورية كتمهيدٍ لـ"التقسيم"، حيث رأى أن النظام الطائفي يخلق أطرافاً متعادية علاقتها مع بعضها تقوم على "الشك والحقد"، ولكلٍ منها "حليف في الخارج"، ثمّ تأتي "الدول الاستعمارية لتقدم نفسها كحام لتلك المجموعات ويصبح تدخلها مبرراً وشرعياً، وعندها ينتقلون في مرحلة ما الى التقسيم عندما يكون مخطط التقسيم جاهزاً".
وفي موضوع المفاوضات اعتبر الأسد أنه لا وجود لأطراف مقابلة في المفاوضات، وأضاف أننا "إذا قلنا لماذا نضع جملة (الأطراف الأخرى).. هي هنا لضرورة الشعر فقط.. ولكن لا توجد أطراف أخرى".
وأضاف الأسد أن القرارات هي تسوية بين الدول الكبرى، وأن كل دولة تضع المصطلح الذي يناسبها، لذلك فإن تلك القرارات "متناقضة مع نفسها"، واستشهد ببيان جنيف 2012، حيث رأى أن في هذا البيان "هناك سيادة سورية وهناك بنفس الوقت هيئة انتقالية.. فإذا كنت تقول سيادة سورية كيف تحدد نيابة عن الشعب السوري ما هي البنية التي يريد"، وأضاف "إذا ذكرت السيادة تنتفي البنية، وإذا وضعت هذه البنية التي تسميها حكومة انتقالية أو غير انتقالية يعني نفيت السيادة".
وعرج الأسد في كلمته على موقف بعض الدول "الداعمة للإرهاب"، حيث قال "السعودي أعلن علناً دعمه للإرهاب في أكثر من مرة، والتركي الذي يقوم أيضاً علناً بإدخال الإرهابيين عبر حدوده إلى المناطق الشمالية، وغض الأمريكي النظر عما يقوم به أردوغان".
وأثنى الأسد على موقف بعض الدول الداعمة لـ (صمود الشعب السوري)، كالصين وروسيا وإيران، وتمنى أن "لا نهتم على الإطلاق لكل ما يطرح في الإعلام حول خلافات وصراعات وانقسامات فالأمور أكثر ثباتاً من قبل والرؤية أكثر وضوحاً بكثير".
وخاطب الأسد في نهاية كلمته من "تورط" بحمل السلاح، قائلاً، "عودوا إلى رشدكم إلى وطنكم فالدولة بمؤسساتها هي الأم لكل أبنائها السوريين عندما يقررون العودة إليها".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)