قال فراس ديبة، مخرج فيلم "شبابيك الروح"، الذي يروي تفاصيل الحياة خلال ثلاث سنوات، في أحد مشافي حلب تحت القصف، إن "الفيلم صُوِّر في المشفى ويروي قصة حقيقة عن تفاصيل إنسانية عاشها العاملون ورواد المشفى".
وأشار ديبة في اتصال هاتفي مع روزنة، يوم الأربعاء، إلى أن "الفيلم غطَّى الأحداث خلال الفترة بين 2012 و2015 في مشفى دار الشفاء بمدينة حلب".
وأضاف أن "تصوير الفيلم تم داخل المشفى منذ بداية دخول الجيش السوري الحر لمدينة حلب حيث ترك المشفى حينها كادره الأساسي ودخل اليه كادر جديد من المتطوعين بدؤوا بالعمل فيه لإنقاذ المصابين نتيجة القصف".
وحول طبيعة الحياة في المشفى، أشار ديبة، إلى أن "المشفى لم يكن للحالات المرضية أو إنقاذ الجرحى فقط بل شكَّل حالة خاصة إذ كان يعتبر تجمعاً أُسري لكل القائمين فيه ونشأت فيه علاقات حب نتج عنها ست حالات زواج بين العاملين فيه".
تعرض المشفى في عام 2012 لقصف بصواريخ فراغية وخرج عن العمل تماماً فيما استشهد عدد من أفراده من ضمنهم آخر عروس كانت عاملة فيه الممرضة بشرى التي قُتلت أثناء العمل فيه بعد زواجها بأسبوعين فقط إثر قصف، وفق ديبة.
وردّاً على سؤال حول الصعوبات التي واجهها ديبة خلال تصوير الفيلم وبخاصة أنه نقل عن أناس حقيقيين، قال "كنت أعاني خلال التصوير داخل المشفى وخاصة أن هؤلاء الأشخاص ربطتني معهم صداقات شخصية وعشت معهم منذ بداية الثورة".
وأضاف ديبة، "من أول لحظة للعمليات الانتاجية في الفيلم كنت أضطر أحيانا وأثناء التصوير لإيقاف العمل لفرط المشاعر التي تنتابه والتي تدعوه للبكاء"، وتابع "من الصعب أن يكون مخرج العمل جزء من القصة وان يكون خلف الكاميرا يوثق أحداث وقصص أولئك الشبان".
وأردف "ذلك أصابني بإرهاق نفسي.. إنها حقيقة وعلينا نقلها بأي طريقة كي نقدم لو جزء بسيط لما يحدث للناس هناك".
ورافق الفيلم ألبوم من الأغاني التي صيغت كلماتها وألحانها وفق التراث الحلبي وهي من كلمات الشاعر بكري حنيفة، وأداء وألحان الفنان عبد الناصر حلاق.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)