ساهر وخطيبته رقية، مخطوبين منذ عدة أشهر، وكانوا ينوون تأجيل زواجهم إلى حين الوصول إلى ألمانيا، إلا أنهم قرروا الزواج في مخيم ايدوميني باليونان، بعد إغلاق حدود الدول الأوروبية أمام اللاجئين.
يقول ساهر، وفق تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية وترجمته روزنة "الحدود لن تفتح قريبا، فلم لا نتزوج؟"، ويضيف " انا سعيد حقا بزواجي، إلا أنني حزين أيضا، أمنيتي الوحيدة أن تصبح سوريا بأكملها مكانا آمنا، ويصبح بإمكاني العودة".
وما أن انتشر خبر عزم العروسين على الزواج، حتى وصل الخبر إلى عمدة المدينة المجاورة "بايونيا"، الذي يملك معملاً لفساتين الزفاف، فتبرع بفستان زفاف بشرط أن يتم استخدامه فيما بعد من قبل نساء أخريات يرغبن بالزواج.
يقول العمدة، يوانيس افراموبولوس، "هؤلاء الناس يعيشون أوقاتا صعبة، فهم لا يملكون المال أو الطعام، مشردون، متضررون" ويضيف: "لم أفعل شيئا يذكر، أتمنى أن يهرم هذان الزوجان معا بسعادة".
للمرة الأولى، لم يكن هناك دموع حزن في المخيم، بل دموع فرح وأجواء احتفال ورقص، والموسيقى كانت تدوي من الهواتف المحمولة ومكبرات الصوت الصغيرة.
مصابيح صغيرة جلبها متبرعون، بتلات زهور نثرت فوق جناح شهر العسل المؤقت، الذي كان عبارة عن خيمة رفعت فوق أعمدة خشبية، بداخلها طاولة صغيرة وضع عليها العطر والسجائر.
"لا يزال أهلي في سوريا ولا يمكنهم حضور عرسي، وهذا ما يجعلني حزينا للغاية، ولكن سكان إيدوميني أصبحوا عائلتي الآن".
الضيوف في الحفلة متشوقون لتهنئة الزوجين، لا يحملون من الهدايا إلا الأمنيات بمستقبل سعيد وزواج مزدهر، فقد أنفقوا مدخراتهم كلها في سبيل الهروب من العنف، ولم يبق معهم سوى القليل.
الاتحاد الأوروبي يكافح نم أجل الوصول إلى حل لأزمة المهاجرين، وهؤلاء العالقين في منتصف الطريق بدؤوا بإدراك أمرين:
الأول، أن الحدود لن تفتح قريباً، والثاني أنه وعلى الرغم من أنهم لا يملكون شيئا، إلا انهم ما زالوا يملكون بعضهم البعض، وأن على الحياة أن تستمر بطريقة ما.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)