ناشد ناشطون سوريون المجتمع الدولي، بضرورة التحرك لإنقاذ معتقلي سجن حماة المركزي، في ظل استعصاء الذي دخل يومه الخامس في السجن، الذي يهدّد النظام السوري باقتحامه، فيما حذر الحقوقي السوري مازن درويش، من "حدوث كارثة إنسانية بحق المعتقلين وسقوط ضحايا بينهم".
وقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش، إن أصدقاء له داخل السجن "أكدوا أن النظام يتأهب لاقتحام السجن والوضع خطير جداً"، مشيراً إلى أن "اقتحام السجن قد يؤدي إلى كارثة إنسانية بحق المعتقلين وسقوط ضحايا بينهم".
وأضاف درويش، في اتصال هاتفي مع روزنة، اليوم الجمعة، "في النهاية مطالب هؤلاء السجناء، هي مطالب حق.. النظام ولهذه اللحظة يستخدم نفس السياسة التي أوصلت البلد إلى هذا النحو، ولم يقدم حتى الآن أي تنازلات في ملف المعتقلين".
ونوه مازن درويش، أنه "اليوم مطلوب من كل الدول والمنظمات والدول الداعمة لسوريا، ومن الموفد الأممي دي مستورا، أن يثبتوا ولو لمرة واحدة، أنهم قادرون على إنجاز شيء في هذا الخصوص"، مضيفاً أنه "للأسف الفشل هو المتواصل حتى الآن".
وتابع بالقول: "لا نستغرب أن يقوم بارتكاب مجزرة في السجن فهو لا يملك أي حد من الرادع الأخلاقي أو الوطني ولا يمنعه أي شيء عن استخدام السلاح أمام معتقلين عزل.. لا يوجد أي ضمانة مع هذا النظام فهو يتعاطى مع كل الملفات على نحو عنيف".
وعن السعي، إلى تحريك ملف المعتقلين في المحافل الدولية، قال درويش: "نحن لم نتوقف حتى الآن بالمطالبة بفتح ملفات المعتقلين أو إيقاف عمليات الإعدام، وحتى المطالبة بالكشف عن المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية والشبيحة واللجان الشعبية أو حزب الله أيضا، خصوصاً أن كل جهة أصبح لديها معتقلات سرية".
وأردف قائلاً: "كما طالبنا بدخول الصليب الأحمر إلى السجون، خصوصاً انه تم تغيبب آلاف الشبان.. هذا الأمر يمس ملايين العائلات السورية، ونوهنا أكثر من مرة أنه إذا لم تفّعل الدول هذا الملف، لن ترى العملية السياسية أي دفعة قادمة".
وختم درويش حديثه، أن "رغم كل المطالبات ووجود كل الأدلة وتقارير الأمم المتحدة عن المعتقلين، وأن ما يحدث في المعتقلات، يعتبر جرائم حرب، لكن للأسف هذا المجتمع الدولي عاجز عن الضغط على النظام بهذا الخصوص، وهو أمر غير مقبول، ويعطي مؤشراً سلبياً حتى بخصوص العملية السياسية"
ويدخل الاستعصاء يومه الخامس، ونفذه معتقلو الرأي (جنايات الإرهاب)، احتجاجًا على الأحكام التعسفية التي تصل إلى الإعدام، وإصرار النظام على نقل عدد منهم إلى سجن صيدنايا العسكري، إلى جانب الأوضاع الإنسانية والصحية السيئة داخل السجن.
بدوره، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، عن قلقه إزاء تطورات سجن حماة، وقال: "نخشى من أن هجوماً قاتلاً قد بات وشيكاً في السجن.. مئات الأرواح على المحك، وأنا أدعو السلطات إلى اللجوء للتفاوض أو أي بديل آخر عوضاً عن استخدام القوة".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)