ارتفع عدد الضحايا من المدنيين، جراء قصف قوات النظام السوري، الذي استهدف عدة مناطق في محافظات إدلب وحلب وريف دمشق ودير الزور، أمس الثلاثاء، في حين تعثرت الجولة الثالثة من محادثات جنيف 3، بعد إعلان الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركتها فيها.
وأفاد مراسل "روزنة" في إدلب هزاع الهزاع، بأن 38 مدنياً بينهم أربع نساء وطفلان لقوا حتفهم، وجرح أكثر من 50 آخرين، ظهر أمس الثلاثاء، جراء قصف طيران النظام على السوق الرئيسي في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، مشيراً إلى أن حالة بعض الجرحى حرجة، ونقل ثلاثة منهم إلى المشافي التركية.
القصف على معرة النعمان، سبقه بدقائق غارة على الحي الشرقي في مدينة كفرنبل لطيران النظام أيضاً، قتل فيها 10 مدنيين بينهم طفلان، وجرح أكثر من 20، تم نقل اثنين منهم إلى المشافي التركية، كما أحدث القصف دماراً كاملاً لخمس محال تجارية على الأقل، وأضراراً مادية في أكثر من 20 منزلاً سكنياً، وفق ما ذكر مراسلنا.
من جهة أخرى، قال أهالي في الغوطة الشرقية لروزنة، إن "9 أشخاص بينهم عروسان قضوا، وأصيب العشرات بجروح نتيجة قصف بقذائف الهاون طال بلدة بالا"، لافتين أن "القصف استهدف موكب زفاف ما أدى لوفاة العروسين على الفور وعدد من المدنيين وإصابة آخرين".
أما في مدينة حلب، فقد قتل سبعة أشخاص بينهم أطفال، وأصيب آخرون بجروح، عقب غارة جوية لطيران النظام على القسم الخاضع لسيطرة المعارضة، في حي صلاح الدين، وأدى القصف، لنشوب حرائق وتهدم منازل، إضافة لخسائر مادية.
ردود الفعل
بدورها، أعلنت "لجان التنسيق المحلية"، أنها استطاعت، مع انتهاء يوم الثلاثاء، توثيق 108 قتلى في سوريا قضوا على يد قوات النظام السوري، بينهم 14 طفلاً و9 نساء، وآخر تحت التعذيب، ومعظمهم في إدلب ودير الزور وحلب.
وأثار هذا العدد الكبير من الضحايا بسبب القصف، موجة غضب بين السوريين، حيث كتبت الصحفية السورية زويا بستان، على صفحتها في موقع فيسبوك: "مجازر في معرة النعمان وكفرنبل.. الضحايا أكثرهم نساء وأطفال مدنيون كانوا على طابور الخبز والبطاطا.. كانوا سوريا التي أمضينا يوم أمس في تمزيقها وهتكها من أقلنا إلى أكثرنا".
فيما كتب، الناشط رائد الفارس: "اختلط كل شيء بكل شيء، هنا في معرة النعمان والدم يغطي وجهها والنار تحرق لهيبها والرجال حائرون وكل الهياكل تذوب في الهياكل، هنا لم يعد للإنسان قيمة وبات رقم، هنا احتجزت الإنسانية تحت نعال الوحش، هنا مات الضمير وتحت الدماء التي تغطي وجه هذه السيدة حقد وقهر العالم بأسره".
تعثر المفاوضات
وجاء هذا القصف، بعد ساعات من إعلان الهيئة العليا للمفاوضات، تعليق مشاركتها بجنيف3، وقال المنسق العام للهيئة العليا المعارضة رياض حجاب، إن "التسوية السياسية لن تنجز بوجود بشار الأسد في السلطة، وذلك بعد تأكيد رئيس وفد النظام بشار الجعفري أن مصير الأسد ليس محلّاً للنقاش".
بينما، صرح رئيس الائتلاف الوطني المعارض أنس العبدة، أنه "لا يمكن العودة للمفاوضات وهناك أربع مجازر أمس (الثلاثاء) بدون أي إدانة من قبل المجتمع الدولي سوريا"، وقال إن "قرار الهيئة البارحة قرار صائب ولم يعد ممكناً الاستمرار في المفاوضات وتجاهل الخروقات التي يقوم بها الأسد".
وتشهد عدة مناطق في سوريا، تصعيدًا غير مسبوق، بعد هدوء نسبي عاشه الأهالي فيها، في ظل هدنة، أجمع مراقبون على أنها انتهت، بعد اشتعال أكثر من جبهة، وتعرض العديد من المناطق لقصف مكثف، كان أبرزه القصف الذي استهدف بلدة دير العصافير بريف دمشق، يوم 31 مارس الماضي.
واعتبرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن القصف الذي نفذه النظام السوري في دير العصافير، من أعظم خروق الهدنة المعلنة في شهر شباط الماضي، وقالت في تقرير لها، إن الهجمات المتكررة على المراكز الحيوية في البلدة أسفرت عن مقتل 31 مدنياً، بينهم 12 طفلاً وتسع سيدات.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)