تحتضن منطقة "يير" قرب العاصمة الفرنسية باريس، ملتقى "بينالي" الرابع للنحت، الذي انطلق في التاسع من الشهر الحالي، ويستمر حتى حزيران/ يوليو القادم.
يُعد "البينالي"، من أهم الفعاليات الخاصة بالنحت في فرنسا، ويقام كل سنتين، لكن هذه المرة، شهد دخول عنصر سوري إليه، تجسد بعمل للفنانة السورية "نور عسلية".
تعيش عسلية في فرنسا منذ عام 2011، وحول مشاركتها في المعرض تقول "هذه أول مشاركة لي في باريس، المشاركة في هذا البينالي تمثل بالنسبة لي فرصة مهمة جداً للعرض، وأعتقد أن هذا سينطبق على أي فنان شاب بغض النظر عن جنسيته أو بلده".
يقام المعرض، كل سنتين في دار الإقامة السابق للفنان الانطباعي الفرنسي "غوستاف كايبوت"، بمدينة يير المجاورة للعاصمة الفرنسية، وفي دوراته السابقة، وكذا الحالية، احتضن أعمالاً لنحاتين عالميين وفرنسيين، من عدة أجيال، أحدهم الفرنسي "أوغست رودان" الذي توفي عام 1917، والفرنسي "موسيي زادكين"، وأيضاً السويسري "ألبيرتو جياكوميتي"، وآخرون من أشهر فناني القرن الماضي.
ويحمل البينالي هذه السنة، عنوان جسد النحت، شاركت نور عسلية فيه، وهي السورية والعربية الوحيدة، عبر عملها النحتي "رسالة من فيرجينيا وولف"، عملٌ يتألف من عدة قطع نحتية لأوجه وأياد، مغلفة بقماش أسود، وموضوعة في صندوق خشبي، فيما تؤكد أن هذا العمل، يتعلق بسلسلة قراءات للكاتبة والأديبة الانكليزية "فيرجينيا وولف"، التي انتحرت بطريقة غريبة عام 1941، حين أغرقت نفسها في نهر وهي ترتدي معطفاً مليئاً بالحجارة.
النحاتة عسلية ابنة مدينة سلمية وسط سوريا، تخرجت من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 2005 باختصاص النحت، وحصلت على درجة الماجستير في فرنسا، وتعمل منذ سنتين ونصف، على أطروحة الدكتوراة الخاصة بها، وتعد مشاركتها في البنيالي، خطوة لتعرض عملاً لها، بجانب منحوتات لفنانين عالميين ومشاهير.
ورغم أنها بعيدة عن سوريا، تؤكد عسلية، أنه لا يمكن للانسان أن ينفصل عن بلده الأم، سواء بما يكتسبه من ذاكرة بصرية وعاطفية، أو بما يراه يومياً من أثر الحرب الدائرة في سوريا.
وحول أهمية النحت كفن، في ظل هذه الأوضاع، توضح:" لا يختلف صوت النحت عن غيره من الفنون بالنسبة للتعبير عن الانتماء، ما أتمناه للفن السوري هو الحرية المطلقة التي تجسد أهم شرط للإبداع، وبحكم تخصصي كباحثة في الفن، أعتقد أن الفن السوري سيُثَبّتْ كياناً واضح المعالم في المشهد الفني العالمي، يواكب أحدث تحركات الاتجاهات الفنية" .
أمنية، تدل على أهمية الحرية، في مجالات الفنون المختلفة، ما ظهر جلياً في انتشار العديد من الفنانين السوريين خارج الحدود، وبعيداً عن سلطة النظام السوري، وتنظيمهم لمعارض عديدة بدول مختلفة، كالتشكيليين، "ريم يسوف، منيف عجاج، ديلاور عمر، رندا مداح"، والقائمة تطول، تحتاج للكثير من الصفحات.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)