تجري، اليوم الأربعاء، انتخابات مجلس الشعب في سوريا، المقررة من جانب حكومة النظام، وفي حين ارتفع عدد القتلى الرجال نتيجة الحرب الدائرة، عادت مشاركة النساء إلى الواجهة مرة جديدة.
وفي متابعة لنسب المشاركة النسائية للانتخابات، أوضح هشام القاضي رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات، أنه لم يكن هناك تحديد لنسبة الذكور والاناث، في انتخابات مجلس الشعب لعام 2016 .
وحسب اتحاد البرلمان الدولي، فإن نسبة المشاركة النسائية كانت حتى عام 2002 بسوريا، لا تتجاوز ال 10 %، بينما ارتفعت حتى تاريخ 2012 إلى 12%.
نسبة الإناث إلى الذكور
الحرب الدائرة في البلاد خلال أربع سنوات، حصدت آلاف القتلى من الرجال والنساء، ونظراً لانخراط الرجال بشكل أكبر، في العمليات القتالية من مختلف الأطراف، كان لهم الحصة الأكبر من القتلى.
وتشير إحصائيات المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، إلى أن عدد القتلى بسوريا تجاوز الـ 250 ألف شخص، فيما تقدر منظمات حقوقية وإنسانية أعداد القتلى بأكثر من 350 ألفاً.
كما اشارت إحصائيات مكتب السكان بسوريا لعام 2012، إلى أن عدد الإناث في هذا البلد، يقدر بنحو 11 مليون و700 ألفاً، وعدد الذكور بـ 11 مليون و400 ألفاً.
متى دخلت المرأة السورية مجلس الشعب؟
منحت المرأة السورية حق الانتخاب، ضمن إصلاحات الرئيس السوري حسني الزعيم عام 1949، شرط أن تكون متزوجة ومتعلمة، غير أنها لم تمنح حينها حق الترشح؛ وبذلك كانت سوريا أول دولة عربية، تشارك فيها المرأة بالانتخابات البرلمانية.
أما دستور عام 1950، فقد منح جميع النساء حق الانتخاب أسوة بالرجال، ومنحهنّ حق الترشح للانتخابات منذ دورة عام 1954.
ورغم ذلك لم تدخل أي إمرأة إلى البرلمان السوري، خلال عهد الجمهورية الأولى، مع تحقيق اختراق خلال عهد الجمهورية العربية المتحدة، من خلال النائبتين جيهان موصلي، ووداد أزهري في مجلس الأمة آنذاك.
وسُجّل أول دخول إلى قبة البرلمان بدمشق، بعد انتخابات 1973، عبر 5 نساء إلى البرلمان من أصل 186 عضواً بمجلس الشعب، واستقرّ تمثيل المرأة على قوائم الجبهة الوطنية التقدمية خلال حكم حافظ الأسد وبشار، بنحو 12% من مجموع المقاعد، أي 30 مقعداً من أصل 250 حتى الوقت الحالي.
مرشحات ناجحات؟؟
من أبرز النساء اللواتي ترشحن إلى مجلس الشعب عام 2012، وهذا العام، ماريا سعادة، والتي كان لها دور في التواصل مع بابا الفاتيكان فيما يخص مسيحيي سوريا، بشعار انتخابي، وهو " سأستقيل باكراً إذا لم أحقق مطالب الشباب".
في دمشق حقق بيان منسوب للمرشحة فرح حمشو، انتشاراً كبيراً، بعد أن تحدث عن عبارات مثل "نشر الإسلام كما أُنزل"، لتضطر المرشحة إلى نفي أن يكون البيان المنسوب لها، "حقيقياً" .
ومن المتابعين لقوائم الانتخابيات في القنيطرة، ترشحت ضمن قائمة الجبهة عن الفئة "ب"، جانسيت قازان، وهي زوجة أمين فرع حزب البعث العميد وليد أباظة، ووالدة أحد قتلى قوات النظام، فيما يشغل ابنها البكر خالد أباظة، منصب قائد "الدفاع الوطني" بالمحافظة.
في اللاذقية كانت من أبرز المرشحات، نور الشغري، التي قتل شقيقها على يد تنظيم داعش، في مطار الطبقة العسكري، وكان من أفراد "اللواء 93" التابع لقوات النظام، وحسب مصادر خاصة لروزنة من المحافظة، فإن الشغري هي الأوفر حظاً، "لاعتبارات طائفية".
تجارب فاشلة!
مع السماح للأحزاب المرخصة بالعمل داخل سوريا، إلا أن المشاركة السياسية، للأحزاب المرخصة بتمثيلها النسائي لم تستطع خرق البرلمان .
وتعد تجربة الأحزاب المرخصة حاضرة، بفشل سهير سرميني، الأمين العام المساعد لحزب الشباب الوطني السوري، في الانتخابات، ومجد نيازي رئيسة حزب سورية الوطن كذلك، التي آثرت انسحاب حزبها من انتخابات 2012 لعدم قدرة مواجهة حزب البعث، وفشلت كمستقلة في عام دورة 2007.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)