تحدث الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة العلي، عن الفرق بين الإدارة اللامركزية والفيدرالية، مفنداً اللامركزية في اختيار كل منطقة لمن يشرف على الأمور الإدارية والاقتصادية والخدمية مقابل إشراف عام ومباشر من الدولة على هذه الجوانب.
وقال رامي العلي، في اتصال هاتفي مع روزنة، إنه "في هذه الطريقة من تقاسم السلطات فإن هيئات منتخبة تسمى عادة (البلديات) تشرف على الجوانب الأمنية أحياناً، ولكن يبقى الإشراف المباشر للدولة يغطي الدفاع والأمن والتخطيط الاقتصادي.. ومثال على ذلك النظام الفرنسي والتركي".
أما عن الفيدرالية، يقول أستاذ السياسة في باريس: "تكون مهمة الهيئات المنتخبة فيها أكبر منها باللامركزية الإدارية، حيث تخطط هذه الهيئات اقتصادياً وأمنياً ولديها صلاحيات أوسع، وكل ولاية تشارك الحكومة الفدرالية في التخطيط وتبقى السياسة الخارجية بيد السلطات الفدرالية.. ومثال على ذلك الولايات المتحدة ونظام الكانتونات في سويسرا".
وأضاف العلي، "المشكلة أن النموذج الفيدرالي إذا ما ترجم على أساس الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية، فإنه يولد صراعات بين الأقاليم تبدأ ولا تنتهي، لذلك فهي مستبعدة في سوريا، بسبب الاختلاط الديمغرافي الكبير بين العرب والكرد في الحسكة، وبين العلويين والسنة في الساحل، وبين الدروز والسنة في الجنوب"
وأردف قائلاً: "الفيدرالية بهذه الحالة تؤدي إلى رسم حدود تفرض بالدماء".
وختم العلي حديثه، "استبعد الفيدرالية بشكل قاطع فالأكراد ليسوا موجودين في منطقة واحدة لأنه لا تواصل جغرافي بين عفرين والقامشلي مثلاً، رغم محاولة (قوات سوريا الديمقراطية) وصلها لكنها فشلت وستستمر الحرب".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)