تجمع مئات من اللاجئين السوريين بينهم نساء وأطفال، أمام مقر إدارة الهجرة في مدينة غازي عنتاب التركية، مساء الاثنين، مطالبين بنقلهم إلى مخيمات، فيما سارع سوريون قاطنون في المدينة إلى المكان لتقديم وجبات غذائية وأغطية وبطانيات.
وقال أحد اللاجئين لروزنة، "أتيت وعائلتي من جسر الشغور بريف إدلب بعد تهدم منزلي بقصف من الطيران الحربي الروسي"، مشيراً إلى أن "معظم اللاجئين قدموا من ريفي حلب وإدلب شمال البلاد".
وروى لاجئ آخر قصة وصوله من سوريا إلى تركيا، قائلاً "عانيت لفترة ثلاثة أسابيع خلال محاولات اجتياز الحدود التركية عبر مهربين"، موضحاً ان "المهرب على الجانب السوري يتقاضى من كل شخص 300 دولار كما يدفع كل فرد نحو 55 دولار للمهرب التركي بعد اجتيازه الحدود إلى داخل تركيا".
إحدى اللاجئات عبرت عن "صدمتها" بتعامل المسؤولين الأتراك في إدارة الهجرة، مشيرةً إلى أن "رجال الأمن التركي رفضوا الاستماع للاجئين وطردوهم إلى الشارع".
وأردفت، "لسنا سعداء بترك بلادنا وقدومنا إلى هنا.. ولكن الموت والدمار والجوع والقصف الروسي ومن جيش النظام دفعنا إلى الهروب بأنفسنا إلى تركيا".
ولفتت لاجئة أخرى، إلى أنها "تأمل في نقلها من مخيم فيران شاهير التركي إلى مخيم أفضل"، موضحةً أن "الخيم في فيران شاهير لا تقاوم البرد والأمطار فضلاً عن تدني مستوى العناية الطبية في المخيم".
سوريون في غازي عنتاب يساعدون اللاجئين
وسارع أهالي سوريون قاطنون في غازي عنتاب إلى مكان تجمع اللاجئين بعد مناشدات أطلقها متطوعون وناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي، وقدموا وجبات غذائية وأغطية وبطانيات للاجئين الذين افترشو الأرصفة.
بدوره، قال أحد المتطوعين، عاطف نعنوع، إن "الجزء الأكبر من اللاجئين قادمون لتوهم من سوريا وآخرون قدموا من مخيمات أخرى سعياً لنقلهم إلى مخيمات أفضل".
كما التقت روزنة أحد المسؤولين في إدارة اللاجئين لدى الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني المعارض، وأشار إلى أنه "تم التواصل مع الجانب التركي لحل مشكلة أولئك اللاجئين"، لافتاً إلى أن "المسؤولين الأتراك وعدوا بتأمين أماكن مؤقتة لإقامة اللاجئين تمهيداً لحل مشاكلهم".
ولفت المسؤول إلى أن "معظم مخيمات غازي عنتاب التركية وعددها 25 مخيماً مليئة باللاجئين.. ولا نية حالياً لدى الحكومة التركية بإنشاء مخيمات أخرى جديدة في المدينة".
يذكر أن تركيا تستضيف نحو مليوني لاجئ سوري منذ نحو أربعة أعوام، فيما أعلنت أنقرة قبل أيام عزمها طلب تأشيرة دخول أو "فيزا" للسوريين الراغبين بالدخول إلى تركيا عبر المطارات، في وقت تستمر بإغلاق حدودها البرية مع سوريا بشكل شبه نهائي منذ نحو سته أشهر.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)