لم تعد المعابر الواصلة بين سوريا وتركيا تعج بالهاربين من الحرب الدائرة، فأغلب المعابر الحدودية والتي تقدر بثمانية معابر رئيسة، باتت خالية، بسبب منع السلطات التركية دخول السوريين لبلادها منذ نحو عام.
يبلغ طول الحدود السورية التركية المشتركة بين البلدين، حوالي 800 كم، ابتداءً من معبر كسب في اللاذقية، وهو تحت سيطرة النظام، ومغلق من قبل الحكومة التركية، بسبب سوء العلاقات بين النظام السوري والحكومة التركية، بينما معبر باب الهوى الواقع شمال إدلب، تسيطر عليه فصائلُ عدة، أبرزها حركة أحرار الشام الإسلامية، وهو المعبر الوحيد الذي افتتح بشكل جزئي، منذ نحو ثلاثة أشهر، بمعدل 150 مسافراً يومياً.
أما معبر باب السلامة في منطقة أعزاز شمال حلب، والتي تسيطر عليه "الجبهة الشامية" مغلق أيضاً في وجه الراغبين بدخول الأراضي التركية منذ نحو عام، باستثناء التجار والبضائع التركية، التي تصدر للداخل السوري، والحالات المرضية الخطيرة، في حين معبر جرابلس شمال مدينة منبج، مغلق منذ سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة جرابلس وطرد المعارضة المسلحة.
من جهة أخرى، ترتبط المعابر الحدودية في مناطق "الإدارة الذاتية" الكردية، بإدارة هيئة الداخلية وقوات الآسايش، وتعيش هذه المعابر حالة من الركود شبه الدائم، حيث لا يوجد خروج عبرها إلى تركيا ماعدا حالات قليلة صنفت تحت بند الحالات الإنسانية أو في حالة طلب زيارة من مواطن تركي لآخر سوري.
عدة معابر هي التي تفصل بين تركيا وسوريا في هذه المناطق، أولها معبر نصيبين من جهة القامشلي وهو مغلق بشكل كامل منذ بدء الثورة السورية، وتدخل منه فقط المساعدات الدولية في حالات نادرة، أما المعبر الثاني فهو معبر "الدرباسية" غير الرسمي وهو مغلق من جهة تركيا، إلا في حالات الطلب من الجانب التركي أو الخروج منه للسوريين.
أما المعبر الثالث، وهو معبر "تل أبيض" الذي كان يعمل بشكل طبيعي عند سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة، إلا أنه توقف عن العمل نهائياً مع سيطرة الوحدات الكردية عليه قبل عدة شهور، حيث دخل منه خلال الأيام الأولى من السيطرة أهالي المدينة الفارين من المعارك، ليتم إغلاقه بعدها حتى الآن، رغم أن إدارته بيد فصائل المعارضة "المتعاونة" مع الوحدات الكردية.
فيما، لا يزال المعبر الرابع وهو معبر "مرشد بينار- عين العرب (كوباني)"، مغلقاً للسوريين ممن يريدون دخول تركيا، لكنه مفتوح أمام عودتهم إلى عين العرب "كوباني"، خلال يومين بالأسبوع هما الاثنين والخميس، وبحسب احصائيات تقريبية فقد كانت أعداد الداخلين إلى سوريا عبر هذا المعبر قرابة 1200 شخص، في كل يوم من اليومين المسموح بهما، أما الآن فقد تضائل العدد إلى قرابة الـ 500 شخص، بينهم سكان مناطق أخرى غير عين العرب "كوباني".
جميع هذه المعابر، هي خارج الخدمة تجارياً، ولا تدخل منها أي مواد، إلا "معبر التهريب" وهو الطريقة الوحيدة الممكنة، أو لخروج السوريين إلى تركيا، في هذه المناطق، حيث وصلت تسعيرة دخول الشخص الواحد مثلاً من سوريا إلى تركيا، بطرق غير شرعية إلى 700 دولار أمريكي، ما عدا المخاطر الأخرى، حيث شدد الجانب التركي، وقتل حرس الحدود العديد من المدنيين أثناء محاولتهم الدخول.
تركيا تقترب من إنهاء بناء جدار فاصل مع سوريا
وفي السياق، أنهت السلطات التركية، بناء أجزاء كبيرة من الجدار الفاصل، في المناطق المتاخمة للحدود السورية، للحيلولة دون وقوع حالات تهريب وتسلل غير الشرعي، بولاية هاطاي الجنوبية، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وأضافت الوكالة، "تقوم قوات حرس الحدود التركية، بإجراء دوريات مكثفة على مدار اليوم، في مناطق ييلاداغ، وريحانية، وألتن أوزو، فيما تستمر أعمال بناء جدار على طول الحدود مع سوريا في تلك المناطق، وذلك ضمن إطار التدابير الأمنية المُتخذة في هذا الصدد"
وأشارت الأناضول، إلى أن الجدار بطول 11.5 كيلو متر، في منطقة الريحانية، ممتدة من بلدة "بوكولماز"، إلى بلدة "بيش أصلان"، مرورًا ببلدة "كوشاكليك"، ويبلغ عرضه مترين، وارتفاعه 3 أمتار، فيما يزن اللوح الأسمنتي الواحد المستخدم في بناء السور، 7 أطنان.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)