تحولت المعونات الإنسانية في سوريا إلى سلع باهظة الأثمان بيد تجار يستغلون حاجة الناس لاسيما المحاصرين هنا هناك، في وقت انتشرت في العاصمة دمشق وحمص وغيرها "بسطات" على الأرصفة لبيع "السلل الغذائية" الأممية، التي من المفترض أن تصل للمتضررين مجاناً!.
بـ 500 ألف ليرة سورية فقط! .. ثلاث قارورات زيت نباتي، وثلاث ربطات من الخبز، وبضع ظروف من العصير المجفف، قليل من السكر والقهوة، علبتي سجائر، بعض المعلبات، عدة قطع من الحلوى والبسكويت، مواد للبيع في متجر ببلدة مضايا التي يحاصرها جيش النظام السوري في ريف دمشق.
أشار ناشطون في البلدة على صفحة مضايا بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إلى أن قيمة تلك المواد تتجاوز الـ 500 ألف ليرة سورية، مطلقين حملة لدعم المناطق المحاصرة، وهاشتاغ "أنقذوا المحاصرين".
يقول حسين من بلدة مضايا لـ"روزنة": "أسعار المواد الغذائية في مضايا ارتفعت بشكل لا يصدق مع الحصار الخانق"، موضحاً أن "كيلو السكر الواحد نجاوز سعره الـ 25 ألف ليرة وكذلك الرز والبرغل والحمص .. وذلك مع صعوبة الحصول عليها بسبب ندرتها".
وأضاف، أن "الكيلوغرام الواحد من حليب الأطفال وصل إلى نحو 100 ألف ليرة"، لافتاً إلى أن "معظم المواد التي يعرضها تجار ومقاتلون للبيع في مضايا هي مواد إغاثية مجانية ترسلها الأمم المتحدة إلى السوريين".
والحال في مضايا ينطبق كذلك على بقين والزبداني وسرغايا في ريف دمشق الغربي، وكذلك في بلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق.
وعبرت الأمم المتحدة، في أكثر من مناسبة عن قلقها إزاء تقارير ذكرت أن بعض المساعدات الغذائية الطارئة ومساعدات إنسانية أخرى لا تصل إلى المدنيين في سوريا بسبب استيلاء مقاتلين عليها.
في دمشق وحمص ومدن أخرى انتشرت في المتاجر و"البسطات" في الشوارع مواد غذائية، توزع بالأصل بشكل "سلة" على النازحين في مراكز الإيواء.
السلة الغذائية الواحدة، وغالباً ما تأتي عن طريق برنامج الأغذية العالمي، تحوي سكر رز وبرغل وسمنة وزيت نباتي ودبس البندورة، ومعلبات بينها سردين وتونا، ويقدر ثمنها بنحو 30 ألف ليرة.
وكشفت "روزنة"، مؤخراً تفاصيل تورط وزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة النظام السوري، كندة الشماط، في سرقة وبيع المعونات الإنسانية، وإعطائها موافقات لإنشاء جمعية إنسانية وهمية لتمرير صفقات سرقة وبيع المساعدات.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)