انتهت حياة "عميد الأسرى اللبنانيين" سمير القنطار، ليل البارحة السبت، في مدينة جرمانا، في ضواحي العاصمة السورية دمشق، إثر قصف بالصواريخ لبناء "علي سليم رزق" في حي "الحمصي" بالقرب من طريق مطار دمشق الدولي.
فرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً حول الحي الشعبي في المدينة، ومنعت الأشخاص من الدخول أو الخروج، وقامت قوات الأمن العسكري فور وصولها بانتشال ثلاث جثث، إحداها جثة "القنطار".
أول جثة تعود لقائد الدفاع الوطني في المدينة "فرحان الشعلان"، وهو من مواليد الجولان، وكانت قد وصلت إلى مشفى "الراضي" في جرمانا، فيما تعود الثانية لـ"تيسير النعسو"، في حين تم إرسال جثة "سمير القنطار" إلى مشفى الشامي في قلب العاصمة دمشق.
وقالت مصادر خاصة لروزنة، إن القنطار كان في اجتماع خاص مع فرحان الشعلان قائد قوات الدفاع الوطني في جرمانا، لتنسيق أمور أمنية ولوجستية معه.
واتهم "حزب الله" إسرائيل بتنفيذ عملية الاغتيال، وأضاف في بيان "أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق مما أدى إلى إستشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين".
وأبدت اسرائيل ارتياحها لمقتل القنطار، وقال يؤوف غلانت، وزير البناء والإسكان في تصريحات لراديو إسرائيل "إنه لأمر طيب ألا يكون أناس مثل سمير القنطار جزء من عالمنا". فيما لم يفصح عن أي معلومات تتعلق بكون إسرائيل قد نفذت الغارة على دمشق.
واتهمت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري "جماعات إرهابية" بتنفيذ الهجوم، ونعت قوات الدفاع الوطني في جرمانا، القنطار باعتباره أحد قادتها.
فيما نفى معارضون، وأشخاص من أهالي المنطقة أن تكون كتائب معارضة قد نفذت الهجوم، موضحين أن المعارضة المسلحة لا تقوم بالقصف ليلاً لأن مواقعها تنكشف بسهولة أثناء القصف الليلي. إضافة إلى أن حجم الدمار الكبير الحاصل لا ينتج عن صواريخ "كاتيوشا" محلية الصنع، كالتي تستعملها الكتائب المعارضة، والتي لا تنتج إلا دماراً صغيراً بسبب ضعفها.
وبحسب معلومات محلية، كان القنطار يعمل على تجنيد الشبان الدروز في كتائب تابعة له فيما يسمى "حزب الله السوري"، بالتنسيق بين "حزب الله" اللبناني وأشخاص مركزيين في الطائفة الدرزية كـ"فرحان الشعلان" في جرمانا والشيخ "أيمن زهر الدين" في السويداء.
وكان سمير القنطار، قد قاد مجموعة من أفراد جبهة التحرير الفلسطينية، عام 1979 عندما كان في الـ16 من عمره، ليقتحم برفقتهم منزل عائلة "هاران"، ويقوم باختطاف "داني هاران" وابنته "عينات"، وقام بقتل الطفلة والأب على شاطئ البحر، فيما نفى القنطار التهمة قائلاً إنهما قتلا أثناء تبادل لإطلاق النار.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)