أجمع أعضاء مجلس الأمن الدولي، على مشروع قرار لإحلال السلام في سوريا، تم الاتفاق بشأنه خلال اجتماع عقد اليوم في نيويورك بحضور وزراء خارجية 17 دولة، ليكون إقرارا لخارطة الطريق التي أعدتها القوى الكبرى خلال لقاءات فيينا، في وقت رحب "كيري" بالقرار وأقر بوجود خلافات حول مصير "الأسد".
وافق مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، بالإجماع على قرار يدعم خارطة طريق دولية لعملية السلام في سوريا، ويعطي موافقة الأمم المتحدة على خطة تم التفاوض عليها سابقاً في فيينا، تدعو إلى وقف إطلاق النار وإجراء محادثات بين النظام السوري والمعارضة وجدول زمني مدته نحو عامين لتشكيل حكومة وحدة ثم إجراء انتخابات، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
ويدعو القرار أيضاً الأمم المتحدة إلى أن تقدم لمجلس الأمن خيارات مراقبة وقف إطلاق النار خلال شهر من الموافقة على القرار، وأورد القرار أن المحادثات بين النظام السوري والمعارضة، "لابد وأن تبدأ في أول كانون الثاني"، ووافق أيضاً على المعركة المستمرة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي استولى على مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
ويعد القرار، من أقوى النداءات التي وجهها مجلس الأمن من أجل السلام في سوريا، بعد انقسامه لسنوات بشأن القضية السورية، منذ أن بدأت روسيا والصين في استخدام حق النقض (الفيتو)، ضد سلسلة من مشروعات القرارات التي أعدها الغرب بشأن سوريا في شهر تشرين الأول من عام 2011.
استمرار الخلاف حول "الأسد"
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لمجلس الأمن بعد التصويت، إن "هذا المجلس يبعث برسالة واضحة لكل الأطراف المعنية بأن الوقت حان الآن لوقف عمليات القتل في سوريا، ووضع الأساس لحكومة يمكن أن تدعم الشعب الذي عاني طويلاً لهذا البلد الذي يعاني من الحرب".
وأوضح كيري، أنه مازالت توجد خلافات بشأن مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث قال: "نعرف جيداً العقبات الموجودة.. مازالت توجد بشكل واضح خلافات حادة داخل المجتمع الدولي ولاسيما بشأن مستقبل الرئيس الأسد".
بدوره، علق وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" على القرار قائلاً: "هذا رد واضح على محاولات فرض حل من الخارج على السوريين بشأن أي قضايا بما في ذلك المتعلقة برئيسهم".
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس"، إن "المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة لن تنجح إلا إذا كانت هناك ضمانات موثوق بها بشأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد"، مضيفاً "كيف يمكن لهذا الرجل أن يوحد شعباً قام جزئياً بذبحه؟ فكرة ترشحه مرة أخرى في الانتخابات غير مقبولة بالنسبة لنا".
في المقابل صرح، سفير النظام السوري "بشار الجعفري"، أن "الحكومة السورية مستعدة للمشاركة في المحادثات بنية طيبة"، مؤكداً "استعداد الحكومة السورية للمشاركة بشكل فعال في أي جهد صادق يقرر فيه السوريون خيارهم، من خلال الحوار في ظل القيادة السورية وليس التدخل الخارجي"، وأضاف أنه يجب على كل الدول التنسيق مع النظام السوري.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)