اتهم تقرير حقوقي دولي، النظام السوري بـ"التربح" جراء انتشار عمليات الاختفاء القسري، معتبراً أن تلك الممارسات يمكن اعتبارها "جرائم ضد الإنسانية".
تواصلت "روزنة" مع الصحفي السوري محمد عويد، والذي كانت له تجربة يصفها بـ"المؤلمة والمريرة"، مع سماسرة النظام الذين ابتزوا عائلته بمبلغ مليونين ونصف المليون ليرة سورية، من أجل إخلاء سبيل أخيه.
وروى عويد شهادته في اتصال هاتفي مع "روزنة" قائلاً: "المفقودون في سوريا هم الجرح النازف والموجع، وفي هذا المجال كل دقيقة يتصل أحدهم فيك ليخبرك معلومة حتى تستنزف وتصبح شبه ميت، ما حصل هو أن أخي اعتقل على إحدى الحواجز ولم نعرف أين هو، حتى مضى على اختفائه خمسة اشهر حين أخبرنا أحدهم أنه في الفرع 256 وبدأنا رحلة المساومات".
وتابع بالقول: "فمدير الفرع يريد مبلغ مليونين ونصف المليون وهو مبلغ مكلف جداً لأسرة عانت أربع سنوات من الحرب، وللأسف باعت عائلتي منزلها وأعطت المبلغ للرجل الذي وعدنا بالإفراج عن أخي ولكن دون جدوى فقد تلقينا نبأ وفاته بعد أيام قليلة".
وفي حالة مشابهة قالت أم أحد المغيبين قسراً، لروزنة إنها دفعت مبلغاً مالياً قدره مليون و نصف ليرة سورية، على شكل دفعات، لأطراف مختلفة في أجهزة الأمن السورية، وأشخاص ادعوا قدرتهم على جلب معلومات ابنها، لمعرفة مصيره بعد اعتقاله من حاجز المزة بدمشق عام 2012، حيث لايزال مجهول المصير حتى اليوم.
التقرير الذي نشرته منظمة العفو الدولية الخميس، تحت عنوان "ما بين السجن والقبر"، تحدث عن بيانات لجهات حقوقية سورية تشير إلى اختفاء قرابة 65 ألف شخص قسراً، في سوريا منذ عام 2011.
وفي السياق القانوني، أفاد "عبد الكريم الريحاوي" رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان في اتصال مع "روزنة"، بأن "عادة النظام لا يكترث بهذه التقارير ويضرب بكل المعايير والقواعد الناظمة بعرض الحائط، ويمكن له أن يطعن بهذه الاتهامات أمام المحاكم الدولية، لكنه غير معني بها أساساً".
وأضاف الريحاوي، "نحن نقوم دائماً بإرسال تقارير ولوائح اسمية بالمفقودين والذين يموتون تحت التعذيب، إلى المقررين في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهؤلاء بدورهم يراسلون الحكومة السورية للاستفسار عن هذه الحالات".
وأشار رئيس الشبكة، إلى أن "الحكومة السورية لم تجب على الإطلاق منذ عشر سنوات على أي استفسار.. النظام يملك أسوأ سجل حقوق إنسان في العالم، يزدري حقوق الإنسان ولا يكترث على الإطلاق بكل هذه القرارات".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)