اعترف الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، بإخفاق المشاركين في اجتماع فيينا الثاني، الذي انعقد يوم الجمعة، في التوصل إلى اتفاق بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، حسبما نقلت وكالة "الأناضول".
وقال الأمين العام، في بيان أصدره، أمس، المتحدث الرسمي باسمه، إن "الخلافات لا تزال كبيرة بين المشاركين، وسوف يعمل المشاركون في الأيام القادمة على تضييق آفاق الخلاف بينهم".
ووصف "كي مون"، المناقشات التي شهدها اجتماع فيينا، بأنها كانت "صريحة وبناءة، وتناولت القضايا الرئيسية، لكن لا تزال هناك خلافات كبيرة بين المشاركين".
لكن أكد الأمين العام، أن وزراء خارجية الدول المشاركة تمكنوا من التوصل إلى عدد من النقاط، بينها "وحدة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، والطابع العلماني للدولة، وأنه بغض النظر عن العرق أو المذهب الديني، لا بد من حماية حقوق جميع السوريين، وتسريع جميع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب".
وأضاف "كي مون"، أنه تم أيضاً الاتفاق على "ضمان وصول المساعدات في جميع أنحاء سوريا، وزيادة الدعم للمشردين داخلياً واللاجئين والدول المضيفة لهم"، والتأكيد على "هزيمة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، على النحو المحدد من قبل مجلس الأمن".
كيري: "المشاركون في الاجتماع وافقوا على برنامج متعدد النقاط لإنهاء الحرب في سوريا"
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، أن "وقف إطلاق النار وانتخابات وطنية حرة ونزيهة تحت إشراف دولي"، ستكون بداية عملية سياسية جديدة في سوريا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين كيري، ونظيره الروسي "سيرغي لافروف"، ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا"، في فيينا عقب الاجتماع.
وأشار "كيري"، إلى أن المشاركين في الاجتماع "وافقوا على برنامج متعدد النقاط لإنهاء الحرب في سوريا".
وتضمن البيان الختامي للاجتماع، أن "الأمم المتحدة سيكون لها دور رئيسي في العملية السياسية، لاسيما فيما يتعلق بمراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم عملية الانتقال السياسي، ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات حرة".
ما مصير "الأسد"؟
واعترف "كيري"، و"لافروف" أنه لا يوجد اتفاق، حول مصير رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، لكنهما أشارا إلى أن "الاختلاف حول مصير الأسد، لايجب أن يعيق البحث عن حل دبلوماسي".
وذكر الوزير الأمريكي "نحن جميعاً مقتنعون بأهمية العودة إلى طاولة المفاوضات"، مضيفاً أن "القضاء على جبهة النصرة وداعش سيؤدي إلى تقدم حقيقي في العملية الدبلوماسية".
بينما، أكد "لافروف"، على موقف موسكو بأن "الشعب السوري هو الذي يقرر مصير الأسد"، لافتاً إلى أن "روسيا مقتنعة بأن مسألة مستقبل الأسد يجب أن تقرره عملية سياسية".
في المقابل، شدد وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير"، أن "الحل السياسي في سوريا لابد وأن ينطلق من مقررات جنيف1، وأنه "لا دور للأسد في هذه المرحلة"، منوهاً أن "الخيار أمام الأسد هو التنحي عن طريق عملية سياسية أو الهزيمة في ميدان القتال".
بدوره، أكد "دي ميستورا"، أن "اجتماع فيينا ليس مؤتمراً بل اجتماع تخللته مناقشات مطولة وجدية"، مبيناً أنه "لاتوجد فروق كبيرة، ولتنظروا إلى ماتم تحقيقه اليوم".
وشارك في اجتماع الأمس، وزراء خارجية ١٧ دولة، بينها تركيا والسعودية، وإيران التي تشارك للمرة الأولى في مفاوضات دولية من هذا القبيل.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)