بدأت 17 دولة، بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية محادثات غير مسبوقة في فيينا، اليوم الجمعة، بحثاً عن حل سياسي في سوريا، وفق ما صرح مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس".
ولم يشارك النظام السوري، والمعارضة السورية، في المفاوضات، التي تضم، العراق والأردن ومصر ولبنان والإمارات وعمان وتركيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين، إلى جانب مشاركة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وتمسكت واشنطن، يوم الخميس، بمطلبها بأن يرحل رئيس النظام السوري بشار الأسد، عن السلطة، جاء ذلك قبيل محادثات فيينا، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
واستبعدت إيران، من مؤتمرات سلام دولية بشأن سوريا، انتهت جميعها بالفشل خلال أكثر من أربع سنوات، من حرب قتلت نحو ربع مليون شخص، وشردت أكثر من عشرة ملايين من منازلهم.
وبعد أربعة أسابيع من بدء القصف الروسي في سوريا، وافقت الدول التي تطالب برحيل "الأسد" ومنها الولايات المتحدة وقوى أوروبية والسعودية، على منح إيران مقعداً على طاولة التفاوض.
وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، للصحفيين لدى وصوله إلى فيينا، "أولئك الذين يحاولون حل الأزمة السورية، خلصوا إلى أنه بدون حضور إيران لن يكون هناك أي سبيل للوصول إلى حل معقول للأزمة."
الخارجية الأمريكية: "كيري يريد تقييم مدى استعداد روسيا وإيران لإقناع الأسد بالرحيل"
والتقى ظريف، مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في فيينا، كما التقى كيري أيضاً بنظيره الروسي سيرجي لافروف، وكذلك بوزيري الخارجية السعودي والتركي.
وأشار كيري، إلى أن "واشنطن تكثف جهودها الدبلوماسية، لإنهاء الصراع السوري بينما تزيد في الوقت نفسه دعمها للمعارضة المعتدلة التي تقاتل ضد تنظيم داعش".
وصرح توم شانون، مستشار الخارجية الأمريكية، في واشنطن، أن كيري سيستغل المؤتمر ليرى إن كانت روسيا وإيران تنويان تغيير النهج، ودفع "الأسد" للرحيل عن السلطة، واختبار التزام الدولتين في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف شانون، أن كيري يريد تقييم "مدى استعداد روسيا وإيران، للعمل بشكل عام مع المجتمع الدولي، لإقناع الأسد بأنه سيتعين عليه الرحيل في أي عملية انتقال سياسي".
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أوروبا والشرق الأوسط، قد طلبوا بأن يوافق "الأسد" على الرحيل عن السلطة في إطار أي اتفاق سلام. ويرفض رئيس النظام السوري الرحيل كما رفضت روسيا وإيران مراراً هذه المطالب.
وتقول واشنطن، إن وجود الأسد يعقد الموقف بتشجيع "المتشددين" على القتال ضده، وتدعم ما تصفها بالمعارضة "المعتدلة".
بينما تعلن روسيا إنها تقصف تنظيم "داعش" في سوريا، فإن غالبية ضرباتها أصابت فصائل معارضة للنظام السوري، منها من تدعمها واشنطن.
ولفت وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إلى أن "المحادثات ستعتبر ناجحة إذا اتفقت الدول على مبادئ، مثل إبقاء سوريا دولة علمانية، وإطلاق عملية لتشكيل حكومة انتقالية".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)