السوريون في إقليم كردستان.. هجرة أخرى أم بقاء مؤقت؟

السوريون في إقليم كردستان.. هجرة أخرى أم بقاء مؤقت؟
أخبار | 28 أكتوبر 2015

تخيم الأزمة المالية بظلالها على سوق إقليم كُردستان العراق، فاليوم يصطدم اللاجئ السوري بسوق العمل هناك، الذي ارتفعت نسبة البطالة فيه خلال عام من 18% إلى 30%، وفقاً للمنتدى الاقتصادي الكُردستاني.

وما يزيد صعوبة الوضع بالإقليم البالغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة، أنه يحتضن أكثر من مليوني نازح عراقي، لتتضافر الأزمة المالية وأعداد النازحين الكبيرة، في تعقيد فرص العمل للاجئ السوري.

معظم اللاجئين السوريين الذين يعملون بالإقليم، يضطرون للقبول بشروط قاسية، فللضرورة أحكام!

نسرين أحمد، سورية تعمل في أحد مراكز التسوق بالإقليم، تقول لروزنة: "أعمل حوالي 12 ساعة في اليوم الواحد مقابل 500 دولار شهرياً، وهو مبلغ زهيد جداً إزاء أسعار المعيشة المرتفعة في إقليم كُردستان"، وتضيف: "ساعات العمل طويلة و فترة الاستراحة قصيرة جداً مقارنة بالعمل الشاق، فلا يُسمح لنا بالجلوس أثناء أوقات الدوام".

هواجس كثيرة!

يبقى تأمين العمل هاجساً لكل لاجئ سوري في الاقليم، وهي ليست مشكلتهم الوحيدة، فتأمين السكن لمن يعيش خارج مخيمات اللاجئين أيضاً، يستغرق كثيراً من البحث.

وحول ذلك، يشرح شيار علي لروزنة : "لا نستطيع دفع مبلغ من 500 إلى 600 دولار أمريكي شهرياً كإيجار للبيوت، فهذا مبلغ كبير بالنسبة لنا نحن اللاجئين، إلا أنه هناك مشكلة أخرى، هي الأصعب، حيث أن حكومة إقليم كُردستان العراق، تطلب كفيلاً عراقياً من سكان الإقليم للسماح لصاحب العقار باستئجاره لنا، وهذا يعود إلى تهديد الإقليم من قبل الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية".

هجرة أُخرى

تتضافر هذه المشاكل، ليضطر العديد من اللاجئين السوريين إلى هجرة أخرى هذه المرة، من إقليم كُردستان إلى إحدى الدول الأوروبية مروراً بتركيا، بغية تحسين ظروفهم المعيشية، كما يصف فؤاد مصطفى، أحد اللاجئين.

ويضيف الشاب: "المعيشة هنا غالية جداً، وفرص العمل تخفّ كلّ يوم، وعلى ما يبدو ستكون أوضاعنا أسوأ لو بقينا هنا، لذلك فالهجرة نحو أوروبا هي الضمان الأفضل لنا، أنا هنا منذ سنتين ولم أحصل على إقامة اللجوء، وأريد أن تكون حياتي مستقرة في مكان آمن".

وتتضارب آراء اللاجئين السوريين حول موضوع الهجرة إلى أوروبا، فالبعض منهم يرغب بالبقاء في الإقليم، ذلك أنهم يملكون عملاً جيداً يضمن لهم تأمين تكاليف معيشتهم الشهرية، كما هو الحال لدى عمر إبراهيم، الذي يملك متجراً صغيراً للمواد الغذائية في حي شعبي على أطراف مدينة أربيل.

يقول إبراهيم لروزنة: "لدي عملي الخاص الذي أعيش منه، وهو جيد بالنسبة لي، يؤمن ما أحتاجه لإعانة أسرتي، على العكس تماماً من الوضع في أوروبا، فهناك أحتاج إلى تعليم اللغة والحصول على الإقامة بعد انتظار طويل، لأتمكن من العمل هناك، وهذا ما يزيد من إصراري في البقاء ضمن إقليم كُردستان".

وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللاجئين السوريين في إقليم كُردستان العراق، بحسب إحصائيات يصل إلى نحو 400 ألف لاجئ سوري، معظمهم من الأكراد السوريين القادمين من المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا، حيث يتوزعون في سبع مخيمات ضمن أراضي الإقليم في مدن أربيل ودهوك والسليمانية.

يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق