حسين غرير: الاحتلال الذي تعرضت له دمشق كان صادماً

حسين غرير: الاحتلال الذي تعرضت له دمشق كان صادماً
أخبار | 19 أغسطس 2015

قال المدون السوري، حسين غرير، أمس الثلاثاء، في لقاء خاص مع "روزنة"، إن المعتقلين هم الناس الأكثر ظلماً في سوريا، متمنياً لهم السلامة والخروج القريب، ومتحدثاً عن كيفية اعتقاله ومشاهداته دخل السجن.

وعبّر غرير في أول لقاء له بعد خروجه من سجون النظام السوري، عن استغرابه من كثرة المناطق التي دمرت بشكل كامل في سوريا، لافتاً إلى أن "الاحتلال الذي تعرضت له دمشق كان صادماً جداً"، حسب قوله.

وشرح المدوّن السوري عن كيفية اعتقاله هو ومجموعة من رفاقه من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في العام 2012، وإخلاء سبيل الجميع، وإبقائه هو ومازن درويش وهاني الزيتاني مدة 3 سنوات ونصف.

كما تحدث غرير عن الفترة التي اجتمع فيها مع درويش وزيتاني بمنفردة واحدة في الفرع 285 لمدة شهر ونصف، والتي كانت في آخر فترة من الاعتقال، موضحاً أن الأحاديث التي كانت تدور بينهم، محورها الأساسي دائماً كان الوضع في سوريا، عدا الألعاب التي كانوا يلعبونها لمضيعة الوقت كلعبة من "غير كلام" ولعبة "الصراحة"، مؤكداً أنه لم يكن يخلى الأمر من الخلافات فيما بينهم ببعض النقاشات الفكرية.

أما عن أولاده فقال غرير: "بعد خروج عائلتي من سوريا كانت الأخبار التي تصلني عنهم قليلة ومختصرة جداً، ولكنني تذكرت ابني ورد في عيد ميلاده السابع، وبالعودة لطفولتي وماذا كنت أفعل في هذا العمر، تفاجأت بأن ابني قد كبر ولم يعد صغيراً كما هو في مخيلتي"، مضيفاً أنه ومنذ "لقائي بأولادي بعد خروجي من المعتقل إلى هذه اللحظة نحن نتعرف على بعضنا، وإلى الآن صورة أولادي المسيطرة على ذهني هي عندما دخلت المعتقل، ولم اتأقلم بأن ورد أصبح عمره 7 سنوات وزين 4 سنوات ونصف".

ولفت إلى أن "أكثر ما يشغل معظم المعتقلين السوريين، هو الاطمئنان على عائلاتهم"، مشيراً إلى أن هناك تقصير من الجميع بحق العوائل من الناحية المادية والمعنوية والنفسية المتعبة جداً، "يوجد أهالي للمعتقلين لا يعرفوا الوصول إلى أبنائهم أو لا تتوفر لديهم النقود ولا السبل لزيارتهم".

وعن اضرابه عن الطعام في السجن، قال غرير إنه لم يكن الوحيد الذي أضرب عن الطعام، إنما كانوا 7 أشخاص، وكانت الغاية من الإضراب هو إما توجيه اتهام واضح وصريح لهم أو الإفراج عنهم.

وفي رد على سؤال من أحد المستمعين عن لحظة خروجه من المعتقل أو نقله إلى سجن عدرا، وما هو عدد المعتقلين الذين طلبو منه ايصال رسائل لعائلاتهم بأنهم على قيد الحياة، أجاب غرير: "استطعت الوصول إلى 100 عائلة وطمئنتهم على أبنائهم المعتقلين، وكنت بشكل يومي أكرر أسماء المعتقلين كالأسم الثلاثي وطريقة الاتصال مع عائلاتهم كي لا أنساها عند تحويلي إلى سجن عدرا أو خروجي من المعتقل".

وعن الثورة السورية أكد المدون  السوري  أن "الأمل بالعمل"، وأن "روح الثورة السورية ما زالت موجودة رغم سرقتها من السوريين، والمظاهرات التي خرجت في سقبا الفترة الأخيرة، اثبتت استمراية هذه الروح ولا يمكن لأحد أن يحكم السوريين كما السابق".

أما ميس جنيات زوجة حسين غرير، والتي كانت ضيفة معه في لقاء "روزنامة روزنة"، فقالت: "لم اتفاجأ باعتقال حسين، لكن المفاجأة كانت الفترة الطويلة التي قضاها في المعتقل، والتي اتعبتني نفسياً في البداية"، مؤكدةً أنها لم تفقد الأمل بخروجه من المعتقل، وأنها كانت تنتظره رغم كل شيء.

وتحدثت جنيات عن كيفية التعامل مع طفليها بعد اعتقال زوجها، خاصةً ورد الابن الأكبر، والذي كان يسأل عن والده بشكل دائم، وكانت تجيبه بأنه قد سافر في البداية، الأمر الذي جعل ورد يرسم عائلته ولا يضع والده في رسوماته، مما اضطرها الشرح له بأن ابيه في المعتقل. 

وبعد شرحها له وزيارة ورد لأبيه في المعتقل، عاد ورسم العائلة كلها وكتب على اللوحة "بحبك يا بابا يا بطل"، وأكدت أن الطفل يستوعب كل ما يحصل مع عائلته مهما كان عمره، فيجب أن يكون على علم بكل شي.

وعن سفرها خارج سوريا قالت جنيات: "حسين هو من أصر على سفرنا رغم رفضي للفكرة، وفي البداية كان من المفترض أن اسافر فترة قصيرة لتركيا ثم أعود إلى سوريا، لكن بعد خروجي رفض حسين عودتي لها، مما جعلني أقرر السفر لمصر لأبدأ حياة جديدة أنا وأطفالي، بسبب الصعوبات التي واجهتها في تركيا من ناحية العمل وتعليم الأطفال، وبالفعل هذا ما حصل معي بدأت العمل في مصر مع تدريس طفلّي إلى أن سافرت إلى المانيا واستقريت هناك". 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق