لماذا توقفت معركة "عاصفة الجنوب" بدرعا؟

لماذا توقفت معركة "عاصفة الجنوب" بدرعا؟
أخبار | 08 أغسطس 2015

توقفت معركة "عاصفة الجنوب" التي أطلقتها فصائل معارضة قبل نحو شهر ونصف، بهدف السيطرة على ما تبقي من محافظة درعا، فيما تختلف الآراء حول أسباب التوقف بين عدم وجود خبرة عسكرية كافية لدى تلك الفصائل، وعدم مشاركة "جبهة النصرة" بشكل فعال، أو لامتلاك جيش النظام السوري خطوط إمداد، إضافة إلى التضخيم الإعلامي الذي رافق المعركة.

يقول أحد القادة الميدانيين في "عاصفة الجنوب"، لـ"روزنة" إن "سبب فشل المعركة هو عدم وجود خبرات عسكرية كافية"، وأوضح القائد الميداني الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "أكثر القادة هم أشخاص من المدنيين يفتقدون للخبرة العسكرية ما أدى لتخبط في التصريحات والتنسيق بين الفصائل والاختلاف على مواقع نشر الأسلحة".

ويؤكد، أبو أوس، أحد المقاتلين في تلك المعركة، "من أهم العوامل التي لعبت دور في فشل المعركة هو نقص الخبرة العسكرية"، مضيفاً أن "جيش النظام اتبع مبدأ الدفاع المتحرك بحيث ينسحب قليلاً من نقاط ثم يعود ويحاصر المقاتلين الذي دخلوا تلك النقاط العسكرية".

وحول علاقة الإعلام بالمعركة، يتحدث أحد الإعلاميين بدرعا، أبو الياس، قائلاً: "كان هناك حالة من التخبط الإعلامي الواضح و غياب للتنسيق المطلوب بين الفصائل بإصدار  صيغة إعلامية موحدة تخدم المعركة".

وواكب انطلاق "عاصفة الجنوب" ضخ إعلامي كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك القنوات الفضائية المساندة للثورة السورية، كما عمل محللون على تضخيم واقع المعدات العسكرية لدى الفصائل بدرعا، وبدأوا يخططون لمرحلة ما بعد وجود النظام السوري هناك.

وفي السياق ذاته، أشارت مواقع جهادية تابعة لـ"جبهة النصرة"، إلى أن "الجبهة رفضت زج مقاتليها بشكل فعال في عاصفة الجنوب لعلمها بأن تلك المعركة وهمية وأن النظام ليس بالسهولة التي طرحت سيتخلى عن معاقله لاسيما في مدينة درعا".

وحول مدى سيطرة جيش النظام على نقاطه في درعا، ذكر أحد المقاتلين المعارضين، أن "النظام حافظ على خطوط إمداد مفتوحة بالكامل إلى مواقعه في درعا"، متابعاً "لم يكن بالأمر السهل حصار جيش النظام في مدينة درعا لإجباره على الإنسحاب لاحقاً".

بدوره، يشير قائد ميداني في "الجيش الحر" بدرعا، في تصريحات لوسائل إعلام، إلى أن الفصائل هناك تعيد ترتيب الخطط وسير العمليات وإعادة هيكلة غرفة العمليات لاستكمال معركة عاصفة الجنوب.

ومن جهة أخرى، لفت نشطاء مؤيدون إلى أن جيش النظام استطاع امتصاص المعركة التي افتتحها مسلحو المعارضة السورية وتنظيم "القاعدة" في الجبهة الجنوبية، في محاولة لتعميم إنجازات الشمال على الجنوب السوري، على غرار نموذج إدلب.

وشاركت في "عاصفة الجنوب" معظم الفصائل المقاتلة المعارضة في المنطقة الجنوبية، واستطاعت في الأيام الأولى السيطرة على نقاط عسكرية لجيش النظام في ريف درعا، كما جرت محاولة لحصار مطار الثعلة العسكري بريف السويداء.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق