عقدت منظمة "دولتي"، لقاءً تشاورياً، تحت عنوان "الحراك السلمي السوري في ظل الصراع: دور وتكتيكات"، وذلك، يوم الجمعة، في العاصمة اللبنانية بيروت.
شارك باللقاء، منظمات سورية وعربية وعالمية، إضافة إلى ناشطين سوريين، واستمر عدة ساعات، تمت فيه مناقشة مواضيع، حول تكتيكات الحراك السلمي، وآلية العمل بين الداخل السوري والخارج، كما قدمت "دولتي"، عرضاً لبحث أعدته، حول الحراك السلمي السوري.
وحول أهمية الورشة، قالت المديرة التنفيذية لـ"دولتي"، سلمى كحالة في حديثها لروزنة: "حالياً يبدو لقاؤنا كناشطين سوريين سلميين، أصعب، ومن المفيد أن نلتقي بشكل منتظم، لنتواصل ونراجع أنفسنا، وكيفية عملنا سويةً لكي نصنع أثراً".
وأضافت كحالة، أن هذا اللقاء، "جزء من عمل دولتي الأساسي، وهو خلق مساحة للناشطين، والمجموعات المدنية، للتفكير سويةً على المدى الاستراتيجي، والاستفادة المتبادلة من الخبرات".
محاور اللقاء
تم في اللقاء، تقديم البحث الذي أعدته "دولتي" حول الحراك السلمي السوري، بحثٌ قام بإعداده الباحث والكاتب السوري، محمد ديبو، وأيضاً، كان هناك مداخلة، حول أهمية وضع استراتيجية سياسية واضحة بالوضع الحالي، للكاتبة خولة دنيا.
وبعد ذلك، جاء دور زياد عبد الصمد، المدير التنفيذي لـ"شبكة المنظمات العربية" غير الحكومية للتنمية، حيث تحدث عن تكتيكات الحراك السلمي في ظل الوضع الراهن، وبعده قدمت ماريا العبدة، المديرة التنفيذية لمنظمة "نساء الآن" للتنمية، مداخلة حول التواصل والتشبيك، بين الناشطين السوريين في الدخال والخارج، وأنهى النصف الأول من اللقاء، مدير برامج منظمة "بيتنا"، أسعد العشي، حين قدم عرضاً، حول دور الإعلام في مناصرة النشاط السلمي.
دور الإعلام في دعم الحراك
اتفق العديد من الحاضرين، على أهمية وسائل الاعلام، في تغطية الحراك السلمي السوري، ولا سيّما الحراك النسائي، في ظل المعارك الدائرة، ولغة العنف المتصاعدة، داخل سوريا.
أوضح محمد ديبو لروزنة أنه "على وسائل الاعلام أن تغطي الحراك السلمي، خاصة في ظل الصراع السوري الآن الذي أصبح يستقطب السلاح والتطرف، رغم كل هذا ما زال الحراك السلمي، يجب تغطيته، لأنه يعطي امل للسوريين".
وأضاف ديبو: "الناشطون ما زالوا على الأرض في سوريا، هم ما زالوا يحافظون على الحراك السلمي، فهم أمل سوريا الوحيد للخروج من الاستبداد ويجب دعمهم".
أما ماريا العبدة، فأشارت إلى أن هناك تغطية جيدة لنشاطات المرأة في الحراك، لكن الظروف الاجتماعية في سوريا، أحياناً تجبر النساء، على عدم الرغبة بتغطية أعمالهن.
إرث السلمية!
في النصف الثاني من اللقاء، تم تقسيم المشاركين، إلى أربع مجموعات، لتبادل الخبرات، ووجهات النظر، فيما يخص الحراك السلمي السوري، دوره وتكتيكاته، وأهميته.
وفيما يخص أهمية الحراك السلمي، أوضح زياد عبد الصمد، من "شبكة المنظمات العربية": أن "مستقبل التغيير في سوريا يقف على قدرة الحراك السلمي السوري ليحتل الحيز الرئيسي ويأخذ المبادرة، حالياً هو في ظل مرحلة صعبة، لذلك يجب بذل جهد استثنائي لاعادة إحيائه، بعض المبادرات الحالية، مؤشر على إمكانية استعادة المبادرة، لتقوية البعد السلمي من أجل التغيير والعيش بدولة مدنية".