وتبدي استعدادا للتنازل عن منحة دراسية أممية لتتمكن شقيقتها من إكمال الدراسة
حازت الطالبة السورية، آلاء، وهي إحدى اللاجئات في مخيم الزعتري بالأردن، أعلى درجة في السنة الأولى بفرعها الجامعي رغم المصاعب التي واجهتها، الأمر الذي أهلها للحصول على منحة دراسية من الأمم المتحدة تغطي تكاليف متابعة دراستها.
وقال المسؤول الأممي عن مخيم الزعتري، هوفيغ إيتيميزيان، وفق موقع الأمم المتحدة الالكتروني، يوم الأربعاء، إن "آلاء حصلت بسبب تفوقها على منحة برنامج مبادرة ألبرت اينشتاين التابع لمفوضية اللاجئين والتي تغطي تكاليف دراستها وتسجيلها وتكاليف النقل والكتب والمواد الأخرى".
وأنهت آلاء البالغة من العمر 19 عاما العام الجامعي الأول من تخصصها في اللغة العربية وآدابها في جامعة آل البيت في المفرق بالأردن، حيث حلت في المرتبة الأولى في فرعها في الامتحانات النهائية للعام الدراسي، وحازت كذلك على ثاني أعلى درجة في العام الدراسي بشكل عام.
انتقلت، آلاء، مع عائلتها إلى مخيم الزعتري بالأردن عام 2013 بعد أن تهدمت قريتهم في درعا جنوب سوريا، ونظرا إلى ظروفهم المعيشية الصعبة، غالباً ما اضطرت للدراسة في الخارج في جو حار أصابها بالمرض، أو في ساعات الليل المتأخرة على ضوء مصباح يعمل بالطاقة الشمسية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وفق مقربين من آلاء.
ويقع مخيم الزعتري قريبا في منطقة صحراوية قريبا من الحدود السورية، ويقطنه نحو 200 ألف لاجئ سوري في ظروف انسانية ومعيشية صعبة.
بدورها تقول، "أشعر بالنجاح لمعرفتي أن جهودي لم تذهب سدى، وأشعر بالفرح لذهابي إلى الجامعة كل يوم وأخرج من المخيم لأرى أشجارا وألوانا غير لون الصحراء".
وتتابع، آلاء، "التعليم أساسي لبناء مجتمع قوي، فمن دونه لن يكون هناك أطباء أو معلمون أو مهندسون للمساعدة في إعادة بناء سوريا"، مضيفة "مع استمرار الأزمة لا أعرف إلى متى سيتمكن المجتمع الدولي من توفير الطعام والمأوى لهذا العدد الهائل من اللاجئين .. ولكن إذا تمكنّا من الحصول على التعليم على الأقل فلدينا فرصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وإعالة أنفسنا في المستقبل".
ولفت، إيتيميزيان، إلى أن "آلاء مستعدة للتخلي عن منحتها لتتمكن شقيقتها سندس من دراسة الطب"، مشيرا إلى أن "المفوضية أكدت التزامها بالبحث عن منحة لسندس وللعديد من الطلاب المستحقين مثلها".
وحقق الكثير من الطلاب السوريين تفوقا في دراستهم في بلدان اللجوء، وبينهم الطالبة نور قصاب التي تفوقت بالثانوية الألمانية، كما تميزت كفاءات سورية بين اللاجئين لاسيما في الهندسة والطب والرياضيات وغيرها.
وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين خارج البلاد، بأكثر من 4 ملايين شخص نحو نصفهم من الأطفال، ممن بحاجة إلى إكمال تعليمهم.