بعد إغلاق تركيا، منذ أشهر، حدودها مع سوريا، لم يعد أمام الفارين من العنف سوى التسلل عبر معابر غير شرعية، وسط انتهاكات من قبل قوى الأمن التركي وصل بعضها إلى القتل، في وقت أضحى الخط الحدودي مفتوحاً لأعمال التهريب بين الجانبين.
آلاف السوريين يحاولون يومياً العبور إلى تركيا
يتوافد آلاف السوريين ومعظمهم من الأطفال والنساء بشكل يومي من قراهم في حلب وإدلب وريف الحسكة إلى الحدود أملاً في العبور إلى الجانب التركي هرباً من العنف الدائر في مناطقهم.
يلجأ الكثير من السوريين إلى التسلل عبر معابر غير شرعية، لدخول الأراضي التركية، وينتظرون في العراء.
تقول إحدى النساء، وتنتظر مع أطفالها منذ يومين قرابة الخط الحدودي التركي، لـ"روزنة"، "نحاول التسلل إلى تركيا عبر فتحات ضيقة في الأسلاك الشائكة على الحدود ما يعرضنا إلى الإصابة بجروح".
انتهاكات تصل إلى القتل!
يتعرض النازحون السوريون على الحدود التركية إلى اعتداءات من قبل قوى حرس الحدود التركي، تبدأ بالشتائم والتهديد وتصل أحياناً لإطلاق الرصاص.
يقول أحد الشبان، "ألقى الأمن التركي القبض عليّ حين محاولتي التسلل عبر الأحراش وانهالو علي بالضرب والركل".
ولا يتردد الجنود الأتراك في إطلاق النار على من يحاول عبور الحدود من النازحين، حيث سجلت حالات قتل فيها شابين وفتاة صغيرة برصاص الأمن التركي.
يقول أحد سكان مخيم أطمة الواقع داخل الأراضي السورية "المهربين يستغلون وجود الخيام بجانب الشريط الحدودي لتنفيذ عمليات تهريب ما يدفع الجنود الأتراك لإطلاق النار على الخيام الأمر الذي أوقع قتلى وجرحى".
المعابر الرسمية .. محسوبيات في الجانب السوري
يضطر اللاجئون خلال رجوعهم إلى تركيا عبر معبري باب السلامة وباب الهوى، بعد زيارة أقاربهم في الداخل خلال العيد، إلى النوم في العراء بانتظار السماح لهم بالعبور.
يقول أحد المنتظرين عند معبر باب الهوى في الجانب السوري، "القائمون على المعبر يعملون وفق الواسطة والمحسوبية ويلقون بالمسؤولية على الجانب التركي".
وسمحت تركيا منذ أيام للسوريين على أراضيها بزيارة أقاربهم داخل سوريا لمناسبة عيد الفطر لمدة 15 يوماً، وحصرت ذلك بالسوريين الحاملين لجواز السفر أو بطاقة التعريف "الكيميلك".
تشديد الإجراءات عقب اشتباكات بين الجيش التركي و"داعش"
ومع التطورات الأخيرة على الحدود التركية السورية بعد اشتباكات، يوم الجمعة الماضية، بين الجيش التركي وعناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإنخراط تركيا في عمليات ضرب معاقل التنظيم داخل سوريا، قام الجانب التركي بتشدد إجراءاته الأمنية على الحدود.
ووجهت السلطات التركية نداءات حذرت فيها مواطنيها من الاقتراب من الشريط الحدودي مع سوريا، وذلك وسط حشد مركبات وآليات عسكرية هناك.
كما عمدت قوى الأمن التركي، وفق لاجئين، إلى إطلاق رصاص تحذيري لإبعاد السوريين عن الحدود ومنعهم من الدخول إلى تركيا وكذلك تمشيط الأحراش الحدودية، في ظل تدهور الوضع الأمني هناك.
وتستضيف تركيا أكثر من 1.5 مليون لاجي سوري، فيما يطالب مسؤولون أتراك مرارا بإقامة مناطق آمنة يطبق عليها حظر طيران داخل الأراضي السورية، بهدف إعادة اللاجئين السوريين إليها، فيما ترفض دول كبرى ذلك.