نفّذ المئات من السجناء المدنيين في سجن حماة المركزي، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، بدأ قبل نحو أسبوع. ووصل تعداد الذين شاركوا في الاضراب إلى أكثر من ٧٠٠ معتقلاً، رفعوا شعار "لا للطعام حتى الخروج من معتقلات النظام".
وجاء الإضراب رداً على الأحكام الصادرة بحق العشرات منهم، والتي وصفها المحكومون بالجائرة، إذ تتراوح الأحكام بين الإعدام والسجن لمدة 12 عاماً، على خلفية قضايا تتعلق بمشاركتهم في الحراك ضد النظام السوري.
السبب المباشر للإضراب
كافّة المعتقلين المضربين كانوا من نزلاء الجناح الخاص بالقضايا المحالة إلى "محكمة الارهاب". وقد استمر الإضراب لمدة ثمانية أيام، وفقاً لأحد النشطاء من مدينه حماة، وهو مراسل وكالة قاسيون، وأضاف: "جاء الإضراب بعد تنفيذ أحكام الإعدام بعدد من السجناء، و صدر الأمر من القاضي رضا موسى بدمشق".
لم يقف الأمر عند الاحتجاج على الأحكام الصادرة، حيث طالب السجناء بضرورة النظر في أوضاعهم المزرية داخل السجن، وظروف الاعتقال القاسية، بالإضافة إلى المعاملة السيئة التي يتلقونها من قبل إدارة السجن وعناصره.
وفي حديث مع قريبٍ لأحد السجناء المضربين، وهو ناشط من مدينة السلمية الواقعة شرق حماه وقد فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال إن "السجناء اختاروا سبع شخصيات من بينهم ليقوموا بالتفاوض مع قائد شرطة حماة، في اليوم الأول استمرت المفاوضات معه لأكثر من 6 ساعات من دون الوصول إلى نتيجة، وفي النهاية هدّد قائد الشرطة بنقل 12 سجيناً من المشاركين بالإضراب إلى سجن طرطوس".
ووفقاً للناشط، ازدادت حدّة التهديدات في اليوم الثاني، حيث لوّح قائد الشرطة بالاستعانة بأعداد من "الشبّيحة" كي يدخلو إلى السجن، ويفضّوا الإضراب بالقوّة.
المعتقلون ينهون إضرابهم
بعد عدّة أيام من بدء الإضراب، ومع تفاقم الأوضاع داخل السجن، وتهديد المضربين بمزيد من التصعيد، تدخل محمد السباهي "أبو أنس" رئيس "لجنة المصالحة الوطنية" في مدينة حماة، وبعد وساطة بين السجناء وبين الإدارة، جرى التوصل إلى قبول المعتقلين بإنهاء الإضراب بعد تلقّيهم وعوداً من قبل رئيس لجنة المصالحة.
و تضمّنت وعود اللجنة، قيام كلّ من وزيري العدل والمصالحة الوطنية في حكومة النظام، بالحضور شخصيّاً ومقابلة السجناء. كما وُعد المضربون بإعادة النظر بالأحكام التعسفية، وأحكام الإعدام التي صدرت بحقهم، إلى جانب العمل على إجراء تسوية لأوضاع نزلاء سجن حماة المركزي، أو إصدار عفو خاص عنهم.
يُشار إلى أن العديد من السوريين المعارضين، نشروا على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صوراً مسرّبة من داخل السجن، لعدد من الرسائل التي كتبها المعتقلون خلال الإضراب، وجاء في إحدها، بتاريخ الأحد 21 – 6 – 2015: "إلى هيئة الأمم المتحدة لا نريد منكم شراباً ولا طعاماً، انظروا لأحوالنا داخل المعتقلات".