محمد ملاك: النظام السوري خسر الحاضنة الشعبية في السويداء

محمد ملاك: النظام السوري خسر الحاضنة الشعبية في السويداء
أخبار | 13 يونيو 2015

تسارعت وتيرة التطورات العسكرية في محافظة السويداء، ما يفتح الباب على واقع جديد في المنطقة الجنوبية. حديث اليوم يدور حول نية النظام  السوري سحب قواته من المحافظة، وسط مخاوف من احتمال حدوث توترات أو ربما صدامات بين مكونات المنطقة.

يقول الكاتب نبيل الملحم، في تعليقه على هذه التطورات، إن "الجيش (النظام) في طريقه إلى الانسحاب من السويداء، فبقاؤه متمركزاً فيها، قد يؤدي الى صدامات مع مجموعات انتظمت في هذا الانتظار.. بقاؤه يعني خوض معركة ليس وقتها بالنسبة إلى الجيش".

موضع نزاع بين "إسرائيل" والأردن

 يرى الملحم في حديثه لروزنة، أن "السويداء ليست حاسمة في المسألة السورية، الاّ من جهة موقعها في الجغرافيا السياسية للبلاد، وهذا الموقع بات موضع نزاع إقليمي واسع، أوضح من فيه إسرائيل/الأردن.. إسرائيل لابد وأنها تبحث عن حزام أمني في التقسيم الجديد لسوريا، وهذا التقسيم بات حقيقة على الأرض وليس من رغبة كفيلة بتغيير الوقائع"، وفق قوله.

ويعتبر محمد ملاك، رئيس تحرير مجلة "ضوضاء"، الصادرة في المنطقة الجنوبية، أن النظام "يتقهقر ويتراجع في هذه المناطق، وسينسحب من كافة المناطق التي لا يستطيع تغطيتها"، مشيراً إلى أن الجيش الحر في المنطقة الجنوبية اتخذ خطوات "مدروسة ومنظمة" في قتاله ضد قوات النظام، التي "لم تعد تمتلك حاضنة شعبية" في محافظة السويداء، وهو "سيؤدي إلى انسحابه من المحافظة قريباً، خلال فترة ربما لا تتجاوز عدة أشهر".

ويرى ملاك أن ما يحدث في ريف السويداء هو "تطور ايجابي بالمطلق"، لأنه يؤدي إلى خروج المحافظة عن سلطة النظام. كما يرى في هذا التطور "خطوة لتحرير كافة الأراضي السورية من سيطرة النظام"، على حد تعبيره، لكنه يستدرك بالقول: "يجب الابتعاد عن الانفعال والحماس، والتنبه لمسألة وجود مئات آلاف المدنيين في المحافظة، بينهم آلاف النازحين، والتعامل بمسؤولية كبيرة مع هذا الجانب".

مشايخ الكرامة و"جيش الدفاع الوطني" 

ويضيف ملاك لروزنة، أن "الأخبار الواردة من السويداء تفيد بأن مشايخ الكرامة، وهم جزء من أهالي المحافظة، يصادرون الآليات العسكرية التي يحاول النظام سحبها من المحافظة. وفي المقابل، يدعو إلى الابتعاد عن "الانفعال والعاطفية، فيما يخص جيش الدفاع الوطني (التابع للنظام السوري)، فهناك قرارات كثيرة من وجهاء السويداء، أجبرت جيش الدفاع الوطني على عدم الخروج من المحافظة للقتال.. كما ان عدداً كبيراً من هؤلاء كانوا موهومين بفكرة أن النظام يقوم بحماية السويداء، وآخرون تطوعوا بسبب الحاجة المادية". ويتابع قوله: "اعتقد اننا سننجح في استعادة معظم هؤلاء، وسيكونون ضمن القوة التي ستدافع عن السويداء.. بالطبع هناك العشرات من هؤلاء ارتكبوا جرائم، ويجب محاسبتهم".

وبالعودة إلى البيان الصادر عن "الجبهة الجنوبية" في الجيش الحر، أخيراً، نجد إدانة "شديدة" لمحاولات النظام "الآثمة لزرع الفتنة بين أطياف المجتمع السوري، وخصوصاً بين محافظتي درعا والسويداء الجارتين بهدف إشعال فتيل التوتر الطائفي؛ خصوصاً بعد الهزائم التي يتعرض لها النظام مؤخراً على جبهات الجنوب السوري".

كذلك دان المتحدث باسم "الجبهة الجنوبية"، الرائد المنشق عصام الريس، ما وصفه بالمجزرة التي تعرض لها سوريون دروز في قرية قلب لوزة بإدلب على يد "جبهة النصرة". واعتبر الريس أن "ما حصل جريمة بحق العيش المشترك والمستقبل السوري".

ويقول نبيل المحلم: "لا أظن أن الجيش الحر هو المسيطر على الجنوب بدءا من درعا.. اليوم الأرض للفصائل الاسلامية الراديكالية.. في الشمال داعش وفي الجنوب جبهة النصرة، ولا أظن أن النصرة قابلة للتعايش مع أي من الأقليات، وستعمل على اتجاهين إما الادماج في مشروعها وإما اجتثاث المختلف، وغير ذلك ليس سوى تكتيكات تنتهي فور أن تحسم المسألة العسكرية لصالحها".

كذلك يرى محمد ملاك، وهو أيضاً رئيس تحرير مجلة "سيدة سوريا"، و مدير مركز "سويداء خبر" الاخباري، أنه "بالرغم من أن جبهة النصرة مشاركة في عمليات التحرير ضد النظام، اعتقد أنها خارج السياق الذي نعمل فيه.. فنحن نبحث عن صيغة مواطنة؛ تشمل كل السوريين، ولا نرغب في تكرار تجربة داعش؛ القائمة على فكرة (إن لم تقف معي.. سأقتلك)، وما حصل في قرية قلب لوزة قبل يومين، يعد أزمة كبيرة جداً، ويجب ألا تتكرر، مع محاسبة مرتكبي هذه الجريمة، في حال كان تصرفاً فردياً".

ويتساءل ملاك قائلاً: "من هؤلاء الناس الذين يديرون هذه المناطق؟، من هو أبو فلان التونسي، وأبو فلان المغربي والليبي؟، وما علاقة هؤلاء بسوريا؟.. هناك أخطاء كبيرة تحصل اليوم وسيدفع ثمنها السوريون.. نحن لسنا بحاجة إلى استبدال بشار الأسد بصيغة ممثلة بـالنصرة أو داعش".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق