أعلن 31 فصيلاً عسكرياً معارضاً في سوريا، أمس الثلاثاء، رفضهم دعوة ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، للمشاركة في حوار موسع في جنيف خلال الشهر الجاري.
وفي بيان موجه إلى دي ميستورا، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت الفصائل: "إننا إذ نؤكد رغبتنا الصادقة في التعامل مع المجتمع الدولي ومنظماته بهدف الوصول إلى حل عادل للوضع في سوريا، من شأنه إنهاء معاناة شعبنا، نود أن نذكّر بأننا في مرحلة تاريخية حرجة من تاريخ سوريا والمنطقة، تحتاج إلى قدر كبير من الدقة والشفافية، حيث إن أي جهد أو محاولة للحلّ في سوريا لا تستند إلى أرضية واضحة ومعقولة للحل، لن تلقى تجاوباً حقيقياً، ولن تفضي إلى حل ناجح، فالواقع السوري الذي وصل إلى درجة عالية من التعقيد لا يحتمل البناء على مقدمات ضبابية أو المضي في حلول غير عملية".
وأضاف البيان "لقد دخلت الثورة السورية سنتها الخامسة والشعب السوري لم يلمس حتى الآن أي جهد جدي كفاية أو تقدم ملموس لمنع حدوث الجرائم التي يتعرض لها هذا الشعب على يد قوات الأسد وعصابات وأذرع إيران في المنطقة، وما زالت قوات النظام وعصابات داعش تحاصر وتهاجم مناطق عديدة من سوريا، وهي مستمرة في ممارسة مختلف أنواع الانتهاكات بحق الشعب السوري".
وتابع: "لقد أظهرت مواقفك وتصريحاتك، خصوصاً منها تصريحك بأنّ بشار الأسد جزء من الحلّ في سوريا، تخبطاً واضحاً في طريقة تعاطيك مع الشأن السوري، وأعطتنا انطباعاً واضحاً بعدم اكتراثك بالمجازر التي يمارسها النظام في سوريا، مثل مجزرة دوما التي ارتكبها النظام وأنت في ضيافته على مسافة غير بعيدة من مكان إقامتك في دمشق، ولم تظهر أي اعتراض أو تنديد بجريمة النظام، كما لم تبد أي شكل من أشكال التعاطف مع الضحايا، وهو ما شكل عندنا قناعة بأن المبعوث الأممي قد تخلى عن صفة الحياد والوساطة، وبات يقف إلى جانب طرف دون الطرف الآخر".
وأكدت الفصائل العسكرية اعتذارها عن حضور المشاورات، موضحة أن المشاركة "لن تكون خطوة بنّاءة في بلورة حلّ حقيقي للوضع في سوريا"، لعدة أسباب منها: "افتقار الدعوة إلى أي أسس أو وسائل واضحة للوصول إلى مخرجات حقيقية، خصوصاً أنها تستند بوضوح إلى بيان جنيف، الذي لم يشر بوضوح إلى رحيل الأسد ونظامه بكافة رموزه وركائزه، عن السلطة، والتحجيم المتعمد للفصائل الثورية وقوى الحراك الثوري، في مقابل دعوة النظام وممثليه وأطراف محسوبة عليه إلى هذه المشاورات، ودعوة إيران لحضور هذه المشاورات، وهي الطرف الذي يحتل سوريا ويحاول النيل من هويتها الإسلامية والعربية، إذ إنه من الواجب على المجتمع الدولي ملاحقتها قانونياً، وليس دعوتها للقاءات ومؤتمرات تشاورية".
وأشارت إلى أن عدم الحضور "لا يعني عدم رغبتنا في التجاوب أو التعامل مع أي جهد دولي حقيقي يتضمن مشروعاً واضحاً للحل في سوريا، ينطلق من ثوابت الثورة، التي نعتقد أن مراعاتها، وأخذها على قدر كاف من الجدية في أي جهد مستقبلي للحل في سوريا، سيشكل- بدون شك- أرضية عمل حقيقية، وسيعجل في بلورة مسار حل حقيقي يفضي إلى عملية سياسية ناجحة، تخدم مصلحة الشعب السوري وتلبي طموحاته في التحرر من الظلم والاستبداد".
ومن أبرز الفصائل الموقعة على البيان حركة أحرار الشام، وجيش الإسلام، ولواء التوحيد، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وكتائب ثوار الشام، وجيش الفاتحين، وفيلق حمص، وتجمع فاستقم، وجبهة الأصالة والتنمية، والفرقة الأولى الساحلية.