اعتبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عبدالله معتوق المعتوق، أن "المرأة السورية هي الأكثر تضرراً من جراء النزاع في سوريا، إما بسبب فقدانها الزوج أو أحد الأبناء وربما كل الأبناء أو بيتها أو اعتقالها أو غير ذلك من انتهاكات جسيمة وظروف قاسية في المخيمات وخارجها".
وضرب المعتوق أمثلة على هذه الانتهاكات، كـ "زواج القاصرات والزواج القسري والعنف الأسري والاتجار بالبشر والتحرش والعنف الجنسي، فضلاً عن الوفيات بسبب قلة إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية الضرورية"، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وأعرب المعتوق عن قلقه وأسفه "لتأثر أربعة ملايين امرأة وفتاة تقريباً بالنزاع في سوريا"، مشيراً إلى أن "من بينهن نصف مليون سيدة حامل داخل سوريا و70 ألف سيدة حامل خارج سوريا، وذلك وفق تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان، وطبقاً للإحصاءات فإن 60% تقريباً من حالات وفاة الأمهات أثناء الولادة تحدث في سياقات الصراعات والطوارئ".
وقال معتوق إن ما يشهده مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بسوريا حالياً كارثي، ويعكس حالة فريدة من المعاناة الإنسانية.
وشدد على أن خطورة الوضع باليرموك "تكمن في الحصار الجائر وغير الإنساني، فضلاً عن عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المخيم، رغم أن الجوع والظمأ يفترسان من تبقى من سكانه وسط تناثر للجثث على قوارع الطرق"، محملاً المسؤولية لكل من "الأطراف المتنازعة والمجتمع الدولي لعجزه وفشله في نجدة هؤلاء الضحايا".
وأضاف أن جزءاً من التعهدات المالية للمؤتمر الدولي الثالث للمانحين لسورية الذي عقد نهاية آذار الماضي بالكويت، والتي بلغت 3.8 مليار دولار، ستؤول إلى منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، والتي ستضطلع بدورها الإنساني تجاه أهالي المخيم.