شنت طائرات النظام الحربية ظهر اليوم الأربعاء، غارة جوية على سوق الهال في مدينة الباب، بريف حلب الشرقي، ما أدى لوقوع أكثر من 20 قتيلاً كحصيلة أولية وسقوط عدد كبير من الجرحى.
وأفاد ناشطون في المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أن الغارة تركزت على سوق مكتظ يقصده أهالي المدينة لشراء حاجياتهم.
وغصت المشافي الميدانية في مدينة الباب، بالأعداد الكبيرة القادمة من المكان المستهدف، ودعت كافة النقاط الطبية في المدينة الأهالي للتبرع بالدم من جميع الزمر.
من جهة أخرى، ألقت طائرات النظام المروحية براميل متفجّرة على حيي الكلاسة والفردوس صباح اليوم، ما أدى لمقتل عدّة أشخاص وإصابة آخرين بجروح.
وأغارت مقاتلات النظام الحربية على مدن وبلدات عدّة بريف حلب، مستخدمةً في قصفها الصواريخ والرشاشات الثقيلة، ما أسفر عن سقوط أعداد من الجرحى في مدينة دارة عزة وبلدة كفر حمرة.
وفي حلب القديمة بدأت قوات المعارضة السورية التقدم بعد مهاجمة مقرات قوات النظام فيها، بغية استكمال السيطرة على مركز المدينة.
وأوضح القائد الميداني، في الفيلق الأول التابع للجيش الحر، "أبو ياسر"، أنهم دمروا "مبنى التليفون الهوائي" الذي يستخدمه النظام كمقر لقواته، فضلاً عن مركز "83" الذي تتمركز فيه عناصر الحرس الجمهوري، بعد حفر أنفاق تحتها ونسفها بالمتفجرات، الأمر الذي مهد الطريق أمام المعارضة للتقدم.
ولفت أبوياسر، في حديث لوكالة "الأناضول"، إلى مصرع 76 من عساكر النظام خلال تفجير المقرات، مشيراً أنهم هاجموا قوات النظام من أربعة محاور، ومؤكداً استمرار العمليات حتى بسط السيطرة على كامل حلب.
وكان الرائد، ياسر عبد الرحيم، قائد قطاع حلب في فيلق الشام وقائد "غرفة عمليات فتح حلب"، قد أكد في وقت سابق، أن الهدف من تشكيل "غرفة عمليات فتح حلب" هو تحرير المدينة، وحماية المدنيين، والمرافق العامة فيها.
وأضاف عبد الرحيم أن "غرفة عمليات حلب تسعى إلى توحيد جهود كافة الفصائل العسكرية في المدينة، التي ستتولى عملية التحرير، كل فصيل بحسب إمكانياته، وستقوم تلك الفصائل بإدارة المدينة بعد تحريرها".
وأشار إلى أن "فصائل المعارضة استفادت من تجارب التوحيد السابقة التي لم تنجح، وستتلافى الأخطاء التي اعترتها"، لافتاً إلى "وجود ضغوط كبيرة من أهالي مدينة حلب للإقدام على هذه الخطوة، لتخليصهم من المعاناة التي يعيشونها"، كما أوضح أن قادة الفصائل تعهدوا بخوض المعركة حتى نهايتها وحماية المدنيين، ورفع الظلم عنهم.
وتوعد الرائد عبد الرحيم بضرب النظام على طول جبهة حلب، مؤكداً أن التحصينات الكبيرة للنظام لن تشكل عائقًا للتقدم، فقد سبق وأن تمكنت فصائل المعارضة من اختراق أعتى تحصينات النظام ودفاعاته. وأوضح أن غرفة عمليات فتح حلب تعمل على توحيد الرؤى السياسية لجميع الفصائل، وأن "حماية المدنيين والحفاظ على المرافق العامة هي الرؤية التي تتفق عليها جميع الفصائل".
وكان عدد من فصائل المعارضة العسكرية في حلب وريفها، أعلنت الأحد الماضي، عن تشكيل "غرفة عمليات فتح حلب"، "بهدف توحيد الجهود لتحرير مدينة حلب"، وذلك بحسب بيان صادر عن الفصائل المشاركة في الغرفة.
وتضم الغرفة العسكرية: الجبهة الشامية، وفيلق الشام، وأحرار الشام، وجيش الإسلام، وتجمع فاستقم كما أمرت، حيث يأتي تشكيلها بعد التقدم الكبير الذي أحرزته في محافظة إدلب، فيما دعا البيان جميع الفصائل المقاتلة في حلب وريفها للانضمام إليها.