فرنسا تدقق في ثروة رفعت الأسد

فرنسا تدقق في ثروة رفعت الأسد
أخبار | 25 أبريل 2015

يحاول قضاة فرنسيون منذ حوالي العام معرفة كيف تمكّن نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد الذي يُقاطعه النظام السوري، من بناء ثروة عقارية في بلادهم تتضمّن اسطبلاً للخيول وعشرات الشقق البالغة قيمتها 90 مليون يورو.

وتعتبر جمعية "شيبرا"، التي تُدافع عن ضحايا الجرائم الاقتصادية وقدّمت شكوى في شباط 2014 أدت إلى بدء التحقيقات، أن هذه الممتلكات تمّ شراؤها بفضل أموال الفساد عندما كان رفعت الأسد اليد اليمنى لشقيقه الأكبر حافظ الأسد الذي تُوفي في العام 2000.

لكن أحد محامي الدفاع عن رفعت الأسد، بنامين غروندلر ردّ قائلاً: إنها "ليست أموالاً سورية". كما أشار موكّله الذي استجوبه المحقّقون في صفة شاهد في 30 كانون الثاني الماضي إلى تمويل سعودي. وأكد غروندلر "تقديم وثائق تظهر الأصل القانوني لثروة رفعت الأسد" إلى المُحقّقين.

ورفعت الأسد (77 عاماً) المتهم بقيادة حملة القمع الدامية ضد "الإخوان المسلمين" وخصوصاً الهجوم على حماة في العام 1982، أُرغم على سلوك طريق المنفى بعد عامين من ذلك.

وقال مصدر قريب من التحقيق لوكالة "فرانس برس" إن الأسد أكد خلال جلسة الاستجواب أن "الحكومة السورية تكفّلت" بمصاريفه"، وأن "الأموال التي كان يكسبها أعطاها للفقراء".

وأضاف أنه لم "يكن يملك شيئاً عندما حانت لحظة مغادرة سوريا"، مضيفاً أن "فرنسوا ميتران (الرئيس الفرنسي الاسبق) طلب مني المجيء إلى فرنسا ومنحنا رخص حمل السلاح كما زوّدنا بعناصر أمنية. لقد كان في غاية اللطف". وفي باريس، بدأ رفعت الأسد الاستثمار في العقارات.

وقال السبعيني المقيم في لندن إن ذلك كان "لاستقبال أولادي ومن يأتي معهم"، مشدداً على عدم معرفته بتفاصيل إدارة العقارات والإشراف عليها.

وفي هذا السياق، أوضح: "لا اعرف بواسطة أي أموال تمّ الشراء. أنا أهتم بالشؤون السياسية حصراً. يجلبون لي الأوراق لأوقّعها وأفعل ذلك. فأنا لا أعرف كيف أدفع الأموال، حتى فاتورة المطعم".

وقدّر محقّقون من الجمارك قيمة ممتلكات عائلته في تقرير صدر في 15 أيار 2014، وأفاد بأن "القيمة الكاملة للإرث العقاري في فرنسا لرفعت الأسد وعائلته، من خلال شركات في لوكسمبورغ، وغالبيته عقاري بحوالي تسعين مليون يورو".

ومن أصل هذا المبلغ "أكثر من 52 مليون يورو يمتلكها رفعت الأسد بشكل غير مباشر"، خصوصاً عبر شركة "سنون" المسجّلة في لوكسمبورغ. وتتضمّن الممتلكات اسطبلاً للخيول قرب باريس وقصرين ومبنيين وقطعة أرض في باريس ومكاتب في مدينة ليون.

وتحدّث عدد من أبناء رفعت الذين تم استجوابهم كشهود عن سعودي: "يقوم بتمويلنا في المنفى منذ 30 عاماً".

وقال سومر الأسد (43 عاما) إن الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز "منح والدي الاسطبل". أما ابنه الآخر سوار (39 عاماً)، فقال إن الأسد "يعيش من بيع الشقق بشكل رئيسي (...) والمساعدة التي تُقدّمها السعودية بشكل منتظم".

وأكد رفعت الأسد صداقته مع الملك عبد الله وسببها الولع المشترك بالصيد. وقال إنه، قبل المنفى، وفي كل مرة كانت سوريا بحاجة إلى شيء ما "كانوا يرسلونني للطلب من عبد الله. لقد جلبت الكثير من الأموال إلى سوريا كمساعدات".

وأبدى الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش شكوكه إزاء ذلك، قائلاً للمُحقّقين إن "السعودية ليس لها مصلحة في دعم رفعت الذي لا يمثل شيئاً".

ويحتفظ المحقّقون بشهادة موظف سابق لدى العائلة، أكد فيها أن الشقق في أحد المباني التي كان يديرها "كان يتم تأجيرها لأسبوع أو شهر من دون الإعلان عن ذلك مطلقاً".

أما رفعت الاسد، فإنه يعتبر أن التحقيق الذي يستهدفه مرده دوافع سياسية. وقال "أجد هذه المسألة غريبة (...) فهذه القضية لا تُشرّف فرنسا".

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق