نفى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أن تكون قوات نظامه تستخدم البراميل المتفجرة، قائلا بأنها لا تستخدم أسلحة لا يمكن توجيهها إلى أهدافها. جاء هذا النفي خلال حوار مع قناة (فرانس2)، وهو الحوار الأول الذي يجريه الأسد مع قناة حكومية فرنسية منذ بدء الاحتجاجات الشعبية بسوريا في آذار 2011.
كذلك نفى الأسد استخدام قوات النظام الأسلحة الكيماوي، مشيراً إلى أن معمل الكلور الأهم في سوريا "يقع في شمال سوريا.. وهو المعمل الأكثر أهمية من المعمل الأول. إنه على الحدود التركية وتحت سيطرة الإرهابيين منذ سنتين". وقال: "لا هذا خطأ، إنها رواية خاطئة قدمتها حكومات غربية"، مضيفا بالقول: "نحن لم نستخدم الكلور ولسنا بحاجة لذلك. لدينا أسلحتنا التقليدية وبإمكاننا تحقيق أهدافنا من دون استخدامه".
وردا على سؤال حول مسؤوليته عن ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"، قال إن "داعش تأسس في العراق عام 2006 بإشراف الأميركيين. أنا لست في العراق ولم أكن أبدا في العراق.. ولم أكن أتحكم بالعراق.. الأميركيون هم الذين كانوا يسيطرون على العراق وداعش أتى من العراق إلى سوريا لأن الفوضى معدية. عندما تكون هناك فوضى في جوارك.. عليك أن تتوقع انتقالها إلى منطقتك."
واتهم الأسد التحالف الدولي بأنه غير جاد في محاربة الإرهاب، وقال: "نحن البلد الصغير.. ستجد أن ما نقوم به يبلغ أحيانا عشرة أضعاف ما يقوم به التحالف في يوم واحد. هل هذا جدي… استغرقوا أربعة أشهر لتحرير ما يسمونه في وسائل إعلامهم مدينة كوباني.. على الحدود التركية رغم وجود مقاتلين سوريين على الأرض. إذا فهم غير جادين حتى الآن".
وقال إن الدليل الآخر على عدم جدية التحالف هو أن "داعش توسع في سوريا.. والعراق.. وليبيا..وفي المنطقة بشكل عام. وعليه.. كيف تستطيع القول إن التحالف كان فعالا… إنهم ليسوا جادين.. ولذلك فهم لا يساعدون أحدا في هذه المنطقة."، وأضاف أن سوريا "مستعدة للحوار مع أي طرف إذا أقنعنا بأنه لا يدعم الإرهاب".
وحول ما إذا كان يعتقد أنه سيكسب الحرب وأن كل شيء سيعود إلى ما كان عليه في السابق، أوضح رئيس النظام السوري أنه "لا شيء سيعود إلى ما كان عليه.. لأن إعادة الأمور إلى ما كانت عليه تعني أننا لا نتطور وأننا لم نتعلم من الصراع.. لقد انطوى هذا الصراع على العديد من الدروس. علينا التعلم من هذه الدروس.. وعلينا أن نجعل الأمور أفضل.. وليس كما كانت عليه.. وفي هذا فرق كبير".
وعن مدى وجود الديمقراطية في سوريا، أجاب بالنفي، وقال: "لا.. كنا على طريق الديمقراطية.. فهي سيرورة ومسار طويل. ليس هناك نقطة معينة تصلها وتقول هذه هي الديمقراطية. إذا أردت أن تقارننا بالغرب.. بفرنسا وبلدان أخرى.. أقول لا.. فأنتم متقدمون كثيرا عنا بالتأكيد بسبب تاريخكم وبسبب العديد من الظروف والعوامل الأخرى. لكن إذا أردت أن تقارننا بأقرب اصدقائكم السعودية.. فإننا بالطبع ديمقراطيون. إذا.. الأمر يعتمد على مع من تقارننا."
وأشار بشار الأسد إلى أنه مستعد للتخلي عن السلطة إذا "اقتنع بأن ذلك سيؤدي إلى السلام" في سوريا، وقال: "دون تردد.. إذا كان الأمر كذلك سأفعل ذلك دون تردد.. وسأترك السلطة. إذا كنت سبب الصراع في بلدي.. لا ينبغي أن أكون هنا. هذا بديهي"، وفق تعبيره.