أفاد تقرير نشرته مجلة "دير شبيجل" الألمانية، استناداً إلى وثائق كشف عنها مقاتلون سوريون، بأن ضابطاً في مخابرات النظام العراقي السابق، كان "العقل المدبر" وراء سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على شمال سوريا.
وقالت المجلة، في تقرير مطول تحت عنوان "ملفات سرية تكشف هيكل الدولة الإسلامية"، إنها حصلت على 31 صفحة من خطط وقوائم وجداول "مكتوبة بخط اليد تصل إلى حد مخطط لإقامة دولة خلافة في سوريا".
وذكرت أنها حصلت على الأوراق، بعد مفاوضات مطولة مع مقاتلين في مدينة حلب، كانوا استولوا عليها عند انسحاب التنظيم من المدينة في بداية العام 2014، والوثائق هي تخطيط رجل قالت المجلة إن اسمه سمير عبد محمد الخليفاوي، وهو عقيد سابق في مخابرات القوات الجوية في نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكان للرجل اسم مستعار هو حجي بكر.
وتقول المجلة إن الملفات تشير إلى أن السيطرة على شمال سوريا كان جزءا من خطة محكمة أشرف عليها حجي بكر باستخدام تقنيات - بينها المراقبة والتجسس والقتل والخطف - تم صقلها في عهد الجهاز الأمني لصدام. وأفادت أنباء أن حجي بكر قتل في معركة مسلحة مع مقاتلين سوريين في كانون الثاني 2014، لكنه كان ساعد قبلها في الاستيلاء على مناطق واسعة من سوريا؛ الأمر الذي عزز من وضع التنظيم في العراق.
ويوضح التقرير، أن حجي بكر شخص كان "ناقما وعاطلا"، بعد أن حلت السلطات الأمريكية الجيش العراقي في العام 2003. وبين عامي 2006 و2008، أفادت أنباء انه في منشآت احتجاز أمريكية، بينها سجن أبو غريب. وفي عام 2010، قرر حجي بكر ومجموعة صغيرة من ضباط المخابرات العراقية، جعل أبو بكر البغدادي الزعيم الرسمي لتنظيم "الدولة"، بهدف منح التنظيم "وجها دينيا".
وتضيف المجلة أنه في العام 2012، سافر حجي بكر إلى شمال سوريا للإشراف على خطته واختار البدء فيها بمجموعة من المقاتلين الأجانب "بينهم متشددون يفتقرون للخبرة من السعودية وتونس وأوروبا إلى جانب مقاتلين مخضرمين من الشيشان وأوزبكستان".
ويصف الصحفي العراقي هشام الهاشمي، الذي خدم أحد أقربائه مع حجي بكر، الضابط السابق بأنه "قومي وليس إسلامي". وتجادل قصة دير شبيجل بأن السر وراء نجاح تنظيم "الدولة" هو جمعه بين المتضادين - المعتقدات المتطرفة لمجموعة من ناحية والحسابات الاستراتيجية لمجموعة أخرى بقيادة حجي بكر.